ترشيح عمر راضي للتتويج بجائزة "ليبيرتي" التي يمنحها المعهد الدولي لحقوق الإنسان، الذي أسسته منطقة نورماندي، ونقابة المحامين في "كاين"، وجامعة "كاين نورماندي"، لم يمر دون إثارة حفيظة حفصة بوطاهر، ضحية العنف الجنسي من طرف هذا الأخير الذي يوجد اسمه ضمن قائمة تضم مرشحتين مؤثرتين لهذه الجائزة. وفي هذا الصدد، وجهت حفصة بوطاهر رسالة إلى رئيس منطقة النورماندي هيرفي موران، وإلى رئيس المعهد الدولي لحقوق الإنسان، تقول فيها بأنها مصدومة من هذا الترشيح الذي قد يؤدي إلى الثناء والتغاضي عن شخص مغتصب، قام تحت غطاء حقوق الإنسان، بمهاجمتها واغتصابها دون مراعاة للصداقة والاحترام اللذان كانا من المفروض أنهما تجمعان بينهما. واحتجت ضحية عمر راضي في هذه الرسالة على إدراج اسم مغتصبٍ رفقة مرشحتين أخريتين معروفتين بشجاعتهما وعملهما من أجل الحرية، ومن بينهما الفتاة الأفغانية "سونيتا علي زاده"، التي تناضل من أجل تحسين وضعية النساء في بلدها، وأيضا "أغنيس تشاو" من هونغ كونغ، التي تناضل من أجل المزيد من الديمقراطية. وتساءلت حفصة بوطاهر عن العلاقة بين هاتين المناضلتين وعمر راضي، الذي اختصرت صنيعته في اغتصاب شابة استغل صداقتها وثقتها؟. هذا، وتؤكد المشتكية بأنه ليس هناك ما يمنعها من القيام بكل ما في وسعها لإسماع صوتها كضحية، لتوضح بأن هذا الرجل ليس فقط في خلاف مع بلده في القضايا التي لا تهمها، بل هو قبل كل شيء مرتكب عملية اغتصاب لم يقل القضاء بعد كلمته فيه، وتجرأت هي ونددت بها علناً، كاسرة بذلك أحد الطابوهات التي لم تتمكن العديد من النساء ضحايا الاغتصاب أو العنف من كسره، خوفا من نعثهن بشتى الأوصاف القدحية في مجتمع لا تزال كراهية النساء فيه مهيمنة. وفي نهاية رسالتها، أعربت حفصة عن رغبتها في أن يقوم منظمو هذه الجائزة بالاستماع إليها وفهمها وأن يتفاعلوا بناء على ذلك، لينصفوها ومن خلالها كل النساء، ضحايا العنف الجنسي أو غيره.