انتقد المراقب والباحث الجامعي ياسين البهلولي مؤسسة الفقيه التطواني، التي أجرت العديد من اللقاءات مع عدد من زعماء الأحزاب السياسية مؤخرا، مبرزا أنه كان الأحرى بها أن تنأى بنفسها عن أي صراع انتخابي "خاصة ونحن على بعد أشهر قليلة من الموعد الانتخابي". وقال الباحث في تدوينة على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي، "عندما كانت حكومة الشباب الموازية (GPJ) ومنظمة الشباب والمستقبل (AJA) سباقتين السنة الماضية لإطلاق اللقاءات المباشرة على الفايسبوك واليوتيوب واستقبلنا أسماء سياسية وأمنية وعلمية جد مهمة، كنا نهدف إلى خلق نقاش صحي وتدافع حيوي يرقى بالنقاش العمومي بكل حيادية بعيدا عن أي أجندات خاصة. لقد كنا موفقين بشهادة الجميع وحققنا مستويات عالية للتتبع من طرف المغاربة بدون حشد ولا تجييش، وبدون شراء المشاهدات واللايكات أو شراء ذمم بعد الصحفيين أو المحسوبين سهوا على مهنة المتاعب!". وأبرز أن "هاته المبادرة خلقت دينامية كبيرة، والعديد من اللقاءات المباشرة خرجت إلى النور بعد ذلك من طرف منظمات وصحافيين وخبراء نجحوا في أن يرتقوا بالنقاش العمومي وإغناء المشهد السياسي الوطني"، مضيفا أنه قبل أسابيع من شهر رمضان الكريم لهاته السنة "كانت لنا لقاءات مع رئيس حكومة الشباب الموازية، قررنا على إثرها عدم تكرار تجربة السنة الماضية الناجحة تفاديا لأي تأويل انتخابوي ولأي إحراج لأن العديد منا له لون سياسي، ونحن مقبلون على الإنتخابات". وتابع قائلا: "للأسف ما شاهدناه هاته السنة من سيناريو لازال مستمرا مع التصويت الذي لامبرر له على أحسن زعيم سياسي استضافته مؤسسة الفقيه التطواني يضرب في مقتل الصورة التي كنا ننتظرها أو نأملها على الأقل. زد على ذلك ما لوحظ من مشاركة منابر صحفية، معلومة ومعروف توجهها، وهي حرة في إختيارها، حصريا خلال كل اللقاءات مع كل الأمناء العامين و التمييز الواضح في المعاملة والتغطية والإشهار القبلي والأني والبعدي". وتساءل قائلا: "ماذا حدث لكي لا تنتبه مؤسسة الفقيه التطواني لكل هاته النواقص وبالتالي تحافظ على حيادها السياسي وعلوها العلمي المعهود؟ أقول هذا وأنا أعرف وأشهد كيف أن الأستاذ بوبكر التطواني كان ولازال رجلا إداريا محايدا وكفاءة وطنية وعلمية يفتخر بها في مجال التشريع والسياسات العمومية. فكيف أن نقبل بإهانة أمناء عامين لأحزاب وطنية قبلوا المشاركة، عبر استطلاع رأي مشبوه وغير مظبوط ولا يستوفي الشروط العلمية ولا فائدة ترجى منه غير خلق فتنة سياسوية وتبادل الإتهامات بين من يقول أن هذا الحزب يشتري الأصوات الإلكترونية والآخر الذي ينفي؟". وأضاف: "لماذا تم إطلاق الاستطلاع بدون إخبار جميع من شارك من زعماء أحزاب؟ بل تفاجأ الجميع بأن حزبا واحدا هو من كان معلوما سلفا! ؟ أسئلة عديدة أخرى أفضل أن لا أطرحها هنا وأتمنى أن يتم تدارك ما وقع من طرف المؤسسة المحترمة لكي تحافظ على مصداقيتها". وفق تعبير صاحب التدوينة.