كالعطار الذي يجوب الدواوير ليملأها بصراخه المونوتوني "هارايط هارايط"، امتطى المحامي الموقوف محمد زيان صهوة لسانه الطويل ليزور بيوت متهمين بالاغتصاب وبهتك العرض موجودين داخل السجن، متوقفا في البداية ببيت سليمان الريسوني قبل أن يحل ببيت عمر الراضي. وفيما يمكن اعتباره هتكا لحرمة البيوت في غياب الأزواج الموجودين داخل السجن في إطار مسطرة متابعتهم في حالة اعتقال، فوجئ المتتبعون لهذا الملف بجبهة زيان العريضة، وهي تطل من داخل بيوت المتهمين، وبكتفي زيان وهما تختالان بلا خجل بالقرب من كتف نساء من عائلات المتهمين المسجونين، علما أن المغاربة المحافظين يعتبرون أن البيوت تعتبر حرمات يجب صيانتها في غياب أصحابها، خاصة أن مثل هذه اللقاءات يمكن ان تتم في أماكن أخرى ولم لا بيت زيان نفسه. إن أمثال محمد زيان يصعب ائتمانهم على الأمانات، وقد تأكدنا من ذلك بعد فضيحة الشرطية خرشيش، وما حصل بينها وبين زيان من "تخرشيش" في غياب زوجها المتواجد بالولايات المتحدةالأمريكية، ولنا أيضا ما يؤكد ذلك بعد ما نشرناه سابقا حول سطو محمد زيان على فيلا بزنقة عقبة بأكدال، واحتياله، نصبا وبهتانا، على حقوق صاحبها، وكذلك تزوير ملكية شقة بمدينة سلا لصالح أحد الصحافيين، وما أكثر الحكايات التي تؤكد تورط زيان في قضايا نقض العهود وخيانة الأمانات. إن زيان الذي تحول كما ذكرنا الى عطار مفلس يتنقل بين الدواوير ليعرض خدماته الرديئة، وسلعه الفاسدة، فلا يجد من يشتريها، وقد عرض خدماته، بعد توفيق بوعشرين، على حميد المهداوي، وناصر الزفزافي وغيرهم كثير، فرفضوها جميعا وردوه على عقبيه يجر أذيال الخيبة. والحقيقة التي لا يجب أن نزيحها عن عيوننا أن قصة ابن المحامي محمد زيان، الذي يوجد حاليا في السجن بسبب تورطه في فضيحة تزوير الكمامات، توحي لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن ابن البط عوام ولو في البرك الفاسدة، إذ بمثل هذه النماذج يمكن لنا أن نقيس مدى قسوة الجرأة والقدرة على "التخلويض". فحين عمد إلى تزوير الكمامات كان المواطنون يعيشون تحت هشاشة الدهشة والحيرة، بسبب سطوة كورونا فلم يشفق على حالهم لولا يقظة الأمن. وهنا يكمن سر حقد زيان على رجال الأمن... ولعمري فلو افترضنا جزافا أن محمد زيان لم يكن موقوفا بسبب تورطه في أكثر من مصيبة، وحمل أمتعة خدماته ليعرضها على ابنه، لرفضها في الحال، لأنه يعرف جيدا أن والده فاقد المصداقية، بل لكل لصلاحياته في المجتمع، وأنه لم يتبق له سوى حنجرته التي تتقن الصراخ وإصدار الضجيج. إن امثال محمد زيان وابنه وكل من يشبههم في السلوك والتصرفات، هم من دفعوا المتنبي كي يبكي إفلاس أهل زمان: أذم إلى هذا الزمان أهيله ... فأعلمهم فدمٌ وأحزمهم وغدُ بل مثلهما من جعلا أبا العلاء المعري يشدو ساخطا: نُطالبُ الدّهرَ بالأحرارِ وهو لنا ...مُبينُ عُذْرَينِ: إفلاسٍ وتَفليس تساءلنا عن الوجهة القادمة لمحمد زيان، فلا تستغربوا إن حط الرجل الرحال في الرابوني كي يعبر عن مساندته ويعرض خدماته على السفاح ابراهيم غالي.