يُحسب لمحمد زيان بأنه المحامي الوحيد في العالم، الذي ابتدع مفهوما جديدا للدفاع، يتمثل في نظرية "المحامي العاري أو العريان"، أسوة بباقي المتدخلين في ردهات المحاكم مثل القاضي الجالس والقاضي الواقف وأمين سر الجلسة (كاتب الضبط). ويُسجل أيضا في صحيفة الرجل بأنه المحامي الوحيد الذي يقدم لموكلاته الحسنوات عرائض ومذكرات موثقة بالهاتف المحمول ومشفوعة بصوره العارية، إشهاد منه بفحولته التي لم يطلها أمد التقادم الجنائي بسبب عوامل الطبيعة والبيولوجيا. ويُنسب لمحمد زيان أيضا، حسب الشكاية المعروضة على القضاء، أنه الوحيد من مهنة النبلاء الذي استطاع أن ينافس أساتذة الجنس مقابل النقط بأن أسس بدوره لمفهوم "المؤازرة في الفراش قبل المرافعة في المحاكم"، او بصيغة أخرى مفهوم "الجماع قبل الدفاع"،مبتدعا قاعدة قانونية جديدة مؤداها أن الأصل في قبول الدعوى هو أداء المضاجعة عينا تحت طائلة البطلان. ويُحسب كذلك للنقيب السابق بأنه الوحيد من هيئات المحامين من يربي "الكبدة والقلب" على موكلاته، فيدفع لهن مصاريف الإقامة والإعاشة في الفنادق المصنفة بواسطة شيكات بنكية شخصية، بل ويوفي لهن الكيل ويقتني لفائدة البعض منهن سيارات زرقاء تيمّنا بلون الحبة الزرقاء التي تدب الحياة في ثنايا القلب العليل. وستذكر مهنة البذلة السوداء بأن رجلا من رجالاتها كان يستقبل موكلاته في غرف الفنادق بدلا من مكتب المحاماة، وأنه كان "خدوما ومطيعا لهن"، حتى أنه كان يشتغل أحيانًا "حمالا" و"طالب معاشو" عند إحداهن، مكلفا بخفر "العفش" من الجديدة إلى الناظور. وستحتفي مهنة النبلاء في يوم من الأيام بنقيب سابق، استطاع أن يسجل اسمه في موسوعة غينيس لأكبر عدد من المتابعات الجنحية والملاحقات التأديبية، رافعا رقمه القياسي عاليا بشكل يتعذر على أي محامي بعده تجاوزه أو تحطيمه. وسيدرك النقيب السابق يوما ما مغزى ومقاصد المثل العربي القائل "لا يصلح العطار ما أفسده الدهر"، عندما يتصلب القلب وتتخشب الشرايين وتتورم الأطراف ويضيع مفعول الحبة الزرقاء، ويصبح تناولها واحتساء البيصارة سيان ويحقق نفس المفعول: يسخنان العظم فقط ولا يحركان عضلاته. وقتها سيجلس النقيب السابق في منكفئ القرفصاء، منكسر الخاطر والوجدان، ومنفطر المهجة والفؤاد، وسيشرد في شريط ذكرياته وهو يتأمل "نهاية رجل نكّل بالمحاماة فنكّل به التاريخ"، مثله في ذلك مثل أساتذة الجنس وعصابة القاضي وصحافي الاتجار بالبشر وغيرهم ممن زأروا في مضاجع النساء بالكره والتحرش والابتزاز.