زيدان يكشف تفاصيل عودته لتدريب الريال

أكد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان أنه غادر نادي ريال مدريد الإسباني بعدما اقتنع شخصيا بضرورة حدوث تغيير داخل بطل أوروبا في المواسم الثلاثة الأخيرة، مبرزا أنه فضل العودة إلى القلعة البيضاء رغم تلقيه عروضا تدريبية أخرى.
وقال زيدان في معرض رده على أسئلة الصحافيين خلال حفل تقديمه كمدرب للفريق لولاية ثانية خلفا للأرجنتيني سانتياغو سولاري الاثنين الماضي (11 مارس 2019)، إن حبه لريال مدريد هو ما جعله يقبل العودة لتدريب النادي الملكي، مضيفا أنه لم يتردد إطلاقا في تلبية عرض الرئيس فلورونتينو بيريز.
وأضاف زيدان أنه سيقوم بالتحضير للمباريات المتبقية للفريق بالدوري الإسباني، على أن يناقش لاحقا مع إدارة النادي التغييرات المرتقبة على المجموعة، مشيرا إلى أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لم يعد مرتبطا بالفريق رغم إنجازاته الكبيرة.
وبعدما أوضح زيدان أنه حصل على راحة كافية، واعترف بتراجع مستوى الفريق وارتكاب أخطاء في السابق، أكد أنه لم يغامر إطلاقا بقرار تدريب ريال مدريد مرة أخرى في هذه الظرفية، معتبرا ذلك تحديا جديدا في مسيرته التدريبية.
لماذا أجبت بشكل إيجابي على دعوة فلورونتينو بيريز بعد 9 أشهر من رحيلك عن ريال مدريد؟ لماذا أجبت بشكل إيجابي على دعوة فلورونتينو بيريز بعد 9 أشهر من رحيلك عن ريال مدريد؟ إذا غادرت، فلأني كنت محتاجا لذلك. الفريق كان بحاجة إلى مدرب جديد. أعتقد أنه كان من الواجب حدوث تغيير ما. هذا رأيي الشخصي. الآن عدت لأن الرئيس اتصل بي. ولأني أحترمه وأعشق هذا النادي، عدت مرة أخرى. بعد 8 أشهر شعرت برغبة في التدريب. وهو أمر مهم للغاية. في نهاية السنة الماضية، كان علي الرحيل، وهو قراري أنا. وكان أفضل للجميع.
لماذا كانت المغادرة ضرورية؟ غرفة تغيير الملابس كانت في حاجة إلى ذلك. لم أكن مستمتعا بقرار المغادرة. بعد سنتين ونصف والفوز بالكثير من الألقاب، احتاج الفريق إلى التغيير. فزنا بدوري أبطال أوروبا، وأعرف جيدا ما حصل. أعلم أنه ليس من السهل العمل بشكل يومي. أعتقد أن هذا القرار كان الأفضل. لقد مرت 9 أشهر منذ قررت الخلود للراحة، والآن قررت العودة. توصلت بعروض أخرى، لكني لم أتحمس لها. كنت أريد العودة هنا. الإعداد للموسم المقبل سيتم بناء على ما تبقى من الموسم الجاري.
ما هو شعورك بعد قرارك بالعودة؟ كجميع الأشخاص المتواجدين هنا نحب كثيرا هذا النادي. أحب كرة القدم ولقد ارتديت قميص وشعار هذا النادي وفزت بالكثير من الألقاب معه. لم أنس ما فزنا به ولم أنس أيضا إخفاقاتنا وأخطائنا. فقدنا الدوري الإسباني بسرعة الموسم الماضي. وفقدنا الكأس كذلك. الآن أعلم جيدا أين أتواجد. والحياة هكذا، هناك أشياء جيدة وأخرى سيئة. طموحي والحب الذي أكنه لهذا النادي من أعماق قلبي ولن يسلبه مني أحد. هما ما جعلني أعود.
هل ترددت عندما وجه لك فلورونتينو بيريز الدعوة؟ أنا لا أتحدث كثيرا. منذ 9 أشهر حينما غادرت النادي، لم أجر أي حوار صحفي. ما يمكن قوله هو أنه عندما اتصل بي الرئيس لم أستطع أن أقول له لا، خاصة بعدما حدث في السابق. بعد الفوز بالكثير من الألقاب، كان من الطبيعي أن ينخفض الأداء. رأيت ذلك من الخارج، ولم أكن سعيدا برؤية لاعبي وهم يلعبون بتلك الطريقة، ولم أكن سعيدا بكيفية سير الأمور. سنرى ما يتعين علينا فعله في 11 مباراة القادمة من أجل العمل في المستقبل (فاز ريال مدريد على سلتا فيغو 2-0 في أول مباراة لزيدان).
هل ناقشت بالفعل الموسم الماضي مع الرئيس؟ هناك أشياء ستتغير استعدادا للموسم المقبل. المهم أنني عدت. لدينا الوقت الكافي للحديث عما يمكن فعله تحضيرا للموسم المقبل. يتبقى لنا 11 مباراة ونريد إنهاء الموسم بشكل جيد.
هل لديك أسماء محددة لتعويض رحيل كريستيانو رونالدو؟ أنتم تعلمون ماذا كان يمثل كريستيانو لهذا النادي. لقد صنع التاريخ ولا يستطيع أحد إخفاء ذلك. لقد كان واحدا من أفضل اللاعبين، لكنه ليس موضوعنا اليوم.
كيف قضيت ال9 الأشهر الأخيرة؟ هل حصلت على راحة كافية؟ هذا بالضبط ما حدث. مرت 9 أشهر وأنا بمدريد. كان لدي الوقت الكافي لشحن طاقتي. وأنا الآن مستعد لخوض تجربة جديدة كمدرب لريال مدريد. أنا سعيد جدا بعودتي إلى هذا النادي الكبير. ولو أن هذا الأمر يزعج الكثيرين (يبتسم).
ما الذي تحتاجه إلى تغييره لإعادة إحياء هذا الفريق؟ ابتداء من الغد (الثلاثاء 12 مارس)، سوف نرى ما سيحدث. ما أريده الآن هو التواجد مع اللاعبين. لقد تابعت الموسم بأكمله، وجئت للملعب مرات عديدة. اللاعبون يعلمون أن الموسم الجاري صعب جدا. لا نستطيع دوما فعل الأشياء بشكل جيد وتحقيق الفوز. هذه هي كرة القدم. في بعض الأحيان عليك تقبل التغيير. وعندما تكون في القمة عليك توقع حدوث أشياء سيئة. مستوى الفريق أقل من السابق. ورؤية ذلك من الخارج كانت صعبة علي. لكني حاليا أتواجد مع اللاعبين وسنعمل لكي نكون في خضم المنافسة على الألقاب مرة أخرى.
ألا تخشى المغامرة بكل ما حققته سابقا بالعودة إلى ريال مدريد؟لو كنت أخشى ذلك لم أكن لأعود. لكني أفكر بهذه الطريقة ولن أفعل مطلقا. أنا أتبع ما يقوله لي قلبي. الشيء الوحيد الذي دفعني إلى العودة، هو أنني أرغب في ذلك. قبل 3 أو 4 أشهر لم أكن لأعود. أعتقد أنها اللحظة المناسبة. كانت الفرصة مناسبة لعودتي، وفعلت ذلك برغبة كبيرة.
أليس هذا تحديا أكبر من المرة الأولى؟ بالطبع. إنه تحد أكبر من السابق. وهناك شيء آخر إنه يتجاوز مجرد عودتي. أنا متحمس لشيء آخر. إنه مشروع ثان بالنسبة لي وللاعبين وللنادي وللأنصار. سأحاول مواجهة هذا التحدي، لأنه متحمس جدا لذلك.
ما الخطأ الذي ارتكبته كمدرب؟ أشياء كثيرة. مثلا في الموسم الماضي فزنا بدوري أبطال أوروبا بشكل جيد للغاية، لكن الإقصاء من الكأس كان صعبا للغاية. بدايتنا بالدوري الإسباني لم تكن جيدة. لا أريد أن ألوم أحدا على ذلك. المدربون الذي جاؤوا لاحقا يولن لوبيتيغي وسانتياغو سولاري قاما بأقصى ما لديهما لهذا النادي. لا أريد التحدث عما مضى. الآن علينا النظر إلى الأمام ومعرفة ما نريد عمله بشكل جماعي.
ألا تخشى أن يطالبك الأنصار بالاستعجال في إعادة الفريق إلى ما كان عليه في السابق؟ الناس لهم الحق في التفكير كيفما يريدون. المهم هو أن تفعل الأشياء بالطريقة التي تشعر بأنها صحيحة. وأشعر بحاجة لفعلها أيضا. عندما أتخذ أي قرار، فلا يكون شخصيا فقط. هناك الكثير من الأشياء، فهذا النادي مهم جدا، وعليك التفكير في الجميع. التدريب أمر جيد، لكن أن تدرب ريال مدريد فهذا أمر آخر. أستطيع أن أقول هذا لأني عشت الأمر.