حضور دولي لا يعترف به وطنيا

تميز الأسبوع الماضي بتعيين أربعة أسماء مغربية، كأعضاء ضمن لجان تابعة للجنة الأولمبية الدولية، ويتعلق الأمر بكل من نوال المتوكل وهشام الكروج وبشرى حجيج وكمال لحلو.
جاء اسم نوال المتوكل التي هي في نفس الوقت نائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ضمن خمس لجان وهي : لجنة المرأة في الرياضة ولجنة التواصل ولجنة الشؤون العامة والتنمية الاجتماعية، وأيضا لجنة التنسيق للألعاب الأولمبية الصيفية للشباب دكار 2022 ، ولجنة تنسيق للألعاب الأولمبية الصيفية لوس أنجلوس 2028.
بالنسبة للبطل التاريخي هشام الكروج، فعين كعضو بلجنة محيط الرياضيين، وسبق انتخابه سنة 2004 كعضو ضمن اللجنة الأولمبية الدولية ولجنة الرياضيين، بينما تم تعيين نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية كمال لحلو بلجنة التسويق.
أما بشرى حجيج رئيسة جامعة الكرة الطائرة بالمغرب، فقد جاء اسمها ضمن لجنة الثقافة والتراث الأولمبي.
ويعد هذا الحضور الوازن مكسبا كبيرا للرياضة الوطنية، واعترافا بقيمة الأطر المغربية القادرة على إعطاء إضافة مهمة للحركة الأولمبية الدولية.
وإذا كان حضور نوال المتوكل على الصعيد الدولي، مسألة لا نقاش فيه، إذ استطاعت ولسنوات طويلة ضمان حضور لافت ضمن أجهزة الرياضة الدولية، كما انضمت إلى مجموعة من اللجان منذ أواخر الثمانيات، فان أسماء أخرى جاءت لتعزز هذا الحضور، بإضفاء إشراقة خاصة، من شأنها الزيادة في إشعاع الرياضة المغربية وامتدادها الدولي.
فمن بين الأسماء الأربعة، هناك من مارس الرياضة وطنيا وقاريا ودوليا، و على أعلى مستوى، ليتم التحول بسلاسة كبيرة إلى أطر عليا مؤهلة لتقديم خدمات جليلة للرياضة الدولية، وهذا اعتراف حقيقي بهذه القيمة، خاصة وأنه جاء من طرف مؤسسة دولية كبيرة، وذات مصداقية لا نقاش فيها.
إلا أن الغريب هو أن أطرا من بين هؤلاء الأربعة، يلاحظ غيابها عن مناصب المسؤولية على الصعيد الوطني، خاصة نوال المتوكل وهشام الكروج، المبعدان قصرا ومع سبق الإصرار والترصد، عن أي منصب أو تكليف أو حتى استشارة.
فهل هذا الإبعاد يعد مسألة معقولة أو مقبولة، في وقت تكرس فيه الرياضة الوطنية، تراجعا ملحوظا في مجموعة من الأنواع الرياضية، كما أن هناك خصاصا مهولا على مستوى التأطير والقيادة، فكيف والحالة هذه، يتم تهميش أسماء كبيرة، كنوال المتوكل وهشام الكروج.
فمن هي الجهة التي تمتلك الإجابة الصريحة والشافية، عن هذا التساؤل الملح ؟…