روسيا تؤيد اتفاقيات مينسك للسلام فى أوكرانيا وكييف تعرقل تحقيق أي قدم قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى مقابلة مع صحيفة كورييرى ديلا سيرا الايطالية، السبت الماضي، إن روسيا تؤيد بشكل كامل اتفاقيات مينسك للسلام فى أوكرانيا بالرغم من كون كييف تعرقل تحقيق تقدم. وقال بوتين، في هذا الحوار الطي ترجمه من الإيكالية إلى اللغة العربية د جميد لشهب، إن «روسيا حريصة وستناضل من أجل ضمان تنفيذ اتفاقيات مينسك بشكل كامل وبلا شروط»، واصف هذه الاتفاقيات التى تم التوصل إليها فى فبراير بأنها»سليمة وعادلة وعملية.» وجاءت تصريحات بوتين في هذا الحوار الذي ننشر نصه الكامل فيما يلي، بعد بضعة أيام من أخطر تفجر للقتال فى شرق أوكرانيا منذ الهدنة التى تم التوصل إليها فى فبراير والذى يثير شكوكا فى إمكانية استمرار اتفاقية السلام. السيد الرئيس، كان لروسيا دائما علاقة ضيقة مع إيطاليا. لكن رمت الأزمة الأوكرانية والعقوبات بظلالها على العلاقات مع أوروبا. هل يمكن لزيارة الوزير الأول ماتيو رينتزي Mateo Renzi لموسكو وزيارتكم المقبلة لمعرض ميلانو أن تغير شيئا؟ إن الفيديراليات الروسية ليست مشسؤولة عن تدهور العلاقة بين ودول الإتحاد الأوروبي. لقد فرض علينا هذا الأمر من طرف شركائنا. لسنا نحن الذين فرضوا قيودا تجارية واقتصادية. لقد فُرض علينا هذا، وكنا مضطرين للقيام بإجراءات مضادة. هل للمرء الإنطباع بأن روسيا قد تمت خيانتها من طرف أوروبا، كما يخون حبيب حبيبته ... أين تُضر هذه العلاقة اليوم؟ وماذا تنتظرون من أوروبا فيما يخص العقوبات؟ عندما تكون لرجل ما علاقة بمرأة ما، دون أن يتحمل مسؤوليته اتجاهها، فليس لهذا الرجل الحق مطالبة شريكته في الحياة بأية مسؤولية اتجاهه في حالة خصام. لم نعتبر أوروبا أبدا كخليلة لنا. وأقول هذا الآن بكل جدية. كانت لنا دائما نيات حسنة جدا. لكن، لي الإنطباع اليوم بأن أوروبا لا تريد إلا علاقة مادية محضة معنا، تكون في صالحها فقط. وأقصد هنا مثلا الطاقة، ورفض الدخول إلى الأسواق الأوروبية المتعلق بمقترحنا في ميدان الطاقة النووية، فقد كانت كل الإتفاقيات دون جدوى. أو التحفض في الإعتراف المشروع لنا في التجارة والتعاون مع تحالفات الفضاء المابعد سوفياتي، وأقصد هنا وحدة الجمارك، والتي تحولت الآن إلى الوحدة الإقتصادية الأورو-أسيوية. عندما تتوحد الدول الأوروبية، يظهر هذا الأمر عاديا، لكن عندما نقوم بنفس الشيئ، يعتبره المرء كرغبة روسية في بناء نوع من الإمبراطورية. لا أفهم وجهة النظر هذه. لقد تحدثت في وقت سابق على ضرورة بناء فضاء اقتصادي موحد يمتد من لشبونة إلى فلاديفوستوك Wladiwostock. وقد سبق للرئيس الفرنسي دوغول قبل سنوات كثيرة قول نفس الشيئ. ولم تكن في وقتها أية اعتراضات على قوله هذا. وماذا حدث بالفعل؟ لنأخذ أوكرانيا كمثال. طبقا لاتفاق التعاون الأوكراني مع الإتحاد الأوروبي، لم تطالب كييف ربط نظام طاقتها بأوروبا، على كل حال، إن هذه الإمكانية مُنتظرة في المستقبل. وإذا حصل هذا، سنكون مضطرين لاستثمار ما يناهز عشرة ملايير أورو لإحداث خطوط كهربائية جديدة، تضمن تزويد روسيا بالكهرباء. لكن لماذا نحن مضطرون لمثل هذا الشيئ، إذا كنا نعتقد بأن الصحيح هو خلق فضاء اقتصادي موحد من لشبونة إلى فلاديفوستوك؟ ما هي أهداف هذه الشراكة الشرقية للإتحاد الأوروبي؟ إدماج كل الفضاء المابعد سوفياتي في الفضاء الإقتصادي الأوروبي، وأكرر هذا للمرة الثالثة -من لشبونة إلى فلاديفوستوك-؟ أو قطع ما يمكن قطعه وبناء حدود جديدة بين روسيا اليوم وغرب أوروبا، كما يحدث الآن مع أوكرانيا أو مولدافيا؟ لكن عملياتكم في أوكرانيا هي التي تسببت في أزمة في العلاقة مع الغرب؟ ما هي أسباب الأزمة في أوكرانيا؟ لا علاقة للسبب في حد ذاته بتراجيدية اليوم، التي أودت بحياة عدد كبير من الضحايا في الجنوب الشرقي لأوكرانيا. لأي سبب قامت هذه الأزمة؟ قال الرئيس الأسبق ينوكوفيتش Yanukowitsch، بأنه على المرء التفكير قبل التوقيع على اتفاقية بين أوكرانيا والإتحاد الأوروبي، وبأنه من الممكن إدخال تعديلات على الإتفاق قبل التوقيع وبأنه يريد استشارة روسيا، أهم شريك اقتصادي وتجاري لأوكرانيا. في هذا السياق أو تحدت هذه الذريعة اندلعت الإضطرابات في كييف. وقد دُعمت هذه الأخيرة بنشاط وقُدمت لها المساعدات من طرف شركائنا الأمريكيين والأوروبيين. بعدها أتى الإضراب الوطني، وهو عمل غير قانوني بطريقة مطلقة. وقد وضح أصحاب السلطة الجدد بأنهم يريدون التوقيع على الإتفاقية، لكنهم أجلوا بداية تطبيقه إلى 1 يناير 2016. وعندما نتسائل: لمن قدم هذا الإضراب الوطني الخدمة؟ إن الحرب الأهلية والكارثة الإقتصادية، إنها نفس النتيجة. لم نكن أبدا ضد توقيع الإتفاقية بين أوكرانيا والإتحاد الأوروبي. من طبيعة الحال، كنا نريد أن نشارك في الصياغة النهائية، في آخر المطاف كانت أوكرانيا عضوا في اتفاقية التبادل الإقتصادي الحر، وهي اتفاقية تفرض مسؤوليات متبادلة على أعضائه. كيف يمكن للمرء تجاهل هذا الأمر وعدم احترامه؟ لا أستطيع فهم هذا. وقد سألت الكثير من زملائي عن هذا الأمر، بما في ذلك الأوروبيين والأمريكيين. ماذا قالوا لكم؟ بأن الوضع لم يعد تحت المراقبة. فقد وقع يوم 21 فبراير 2014 الرئيس ينوكوفيتش والمعارضة عقدا حول مستقبل البلاد، بما في ذلك الإنتخابات. وقد قوى المرء تطبيق العقد بتوقيع ثلاثة وزراء خارجية أوروبيين عليه أيضا، كضمانة. لو أن الأمريكيين والأوروبيين قالوا للناشطين، الذين سلكوا سلوكا غير قانوني: "سوف لن نساعدكم تحت أية ذريعة إذا ما وصلتم للسلطة عن طريق إضراب وطني، اذهبوا وانجحوا في الإنتخابات"، فقد كان بالإمكان أن يتطور الوضع بطريقة مغايرة تماما. وبالخصوص، كان بإمكان المرء أن يعرف من سيكسب الإنتخابات المأة في المأة. ولهذا السبب، أعتقد بأن سبب هذه الأزمة هو سبب مصطنع. والمظاهر المرافقة لها غير مقبولة. أكرر، لم تكن نيتنا رد الفعل بالطريقة التي قمنا بها على مجرى الأحداث. ألا تعتقدون بأن الوقت قد حان لكي تبادر روسيا نفسها لإيجاد حل لهذه الأزمة؟ إننا نقوم بهذا الأمر الآن. أعتبر بأن الوثيقة المتفق عليها في مينسك Minsk–مينسك 2- الطريق الممكن الوحيد لحل المشكل. ولو لم نكن نعتبر بأن هذه الوثيقة صحيحة وعادلة، لما كنا وقعنا عليها. سنعمل بالتأكيد كل ما يمكن تخيله، كل ما في وسعنا، للتأثير على إدارات الجمهوريتين، اللتان نصبتا نفسيهما بنفسيهما في دونيسك Donezk ولوغانسك Lugansk. لكن لا يتوقف الأمر علينا فقط. من اللازم على شركائنا كذلك، سواء في أوروبا أو في الولاياتالمتحدةالأمريكية، التأثير بدورهم على إدارة كييف والمطالبة بالإلتزام بكل اتفاقيات مينسك. يكمن مفتاح حل سياسي، وهو حل ضروري بما لا يدع مجالا للشك، بإنهاء الصراع العسكري في عين المكان وانسحاب السلاح الثقيل. مبدئيا، فقد وقع هذا. هناك تبادل لإطلاق النار، ولسوء الحظ ضحايا أيضا، لكن ليست هناك أية عمليات عسكرية حقيقية، ذلك أن فرقاء الصراع منفصلون عن بعضهم البعض. عمليا، يعني هذا ضرورة إصلاح دستور، يضمن حق استقلال المناطق في الجمهوريات الغير المعترف بها. بالإضافة إلى هذا لابد من قانون خاص بانتخابات الجماعات وعفو عام. ولابد أن يتم كل هذا، كما هو منصوص عليه في الإتفاقيات، بالتعاون بين الجمهورتين الشعبيتين في دونيسك ولوغانسك. المشكل هو أن إدارة كييف لا تريد الجلوس معهم على طاولة المفاوضات. وليس لنا عليها أي تأثير، على عكس شركائنا ال,روبيين والأمريكيين. ليس هناك أية ضرورة لتهديدنا بعقوبات. من اللازم أن نبدأ إعادة بناء اقتادي واجتماعي في هذه المناطق، حيث تحدث الآن كارثة إنسانية، والكل يسلك كما لو أن لا شيئ يحدث هناك. يهم روسيا تطبيق كل اتفاقيات مينسك بالكامل ودون شروط مسبقة، وليس هناك أي حل آخر. أذكر بأن أصحاب القرار في الجمهوريات التي نصبت نفسها بنفسها قد أعلنت علنا بأنها مستعدة، تحت شروط معينة، ومنها تطبيق معاهدة مينسك، للنظر في إمكانية اعتبار أنفسهم كجزء من دولة أوكرانيا. وأرى بأنه على المرء اعتبار هذا الموقف كتحضير جيد لبداية سلسلة من المفاوضات الجدية. أتريدون القول بأنه لا يوجد في المناطق الشرقية لأوكرانيا أي سيناريو للإلحاق كما وقع في كريم Krim؟ لا يرجع سيناريو كريم إلى الموقف الروسي، لكن إلى الناس الذين يعيشون هنالك. لم يكن لأية عملية لنا، ما فيها العملية العسكرية، هدف نزع الكريم من أوكرانيا، لكن فقط إعطاء الناس الذين يعيشون هنالك إمكانية التعبير عن رأيهم بحرية، وتصورهم لتنظيم حياتهم. فإذا كان ذلك ممكنا بالنسية لكوزوفو ألبانيا وللكوزوفان، فلماذا سيكون ممنوعا على على الروس والأوكرانيين والتاتار الذين يعيشون في منطة كريم؟ أعتقد أن كل ملاحظ موضوعي لا يمكنه غض النظر عن كون الناس هنالك صوتوا بالإجماع تقريبا على إعادة إدماجهم في روسيا. يتأسس حل قضية الكريم على إرادة الشعب. فقد قرر الناس في دونيسك ولوغانسك الإستقلال من أوكرانيا، وهذا وضع آخر. ما هو أهم هو احترام الإختيارات الإنتخابية ورغبات الناس. وإذا أراد المرء أن تستمر هذه المناطق تحت السيطرة الأوكرانية، فلابد له من تقديم الدليل بأن الإنتماء إلى دولة مناسبة سيحسن حياتهم وسيكون لطيفا وآمن، وبأن مستقبل أبنائهم سيكون مضمونا. إن إقناع الناس بواسطة السلاح مستحيل. لا يمكن حل مثل هذه القضايا إلا بطريقة سلمية. تشعر بلدان حلف وارسو السابق، والذين ينتمون اليوم لحلف الناطو، مثل دول البلقان وبولاندا، بتهديد من طرف روسيا. وقد قرر حلف الناطو هذا خلق قوة رد فعل سريعة. هل هناك سبب لخوف الغرب؟ لماذا تعمد روسيا إلى خصامات حجاجية؟ لا تتحدث روسيا ما أي كان بخصامات خطابية، وكما قال أوكو بيسمارك على ما أعتقد، فإن الأمر لا يتعلق في مثل هذه القضايا بالكلام، لكن Potential. وأين يكمن Potential الحقيقي؟ إن المصاريف العسكرية للولايات المتحدةالأمريكية أعلى من مصاريف العالم بأسره في هذا الميدان. وميزانية الناطو أعلى عشر مرات من ميزانية روسيا. لم يعد لروسيا أية قاعدة عسكرية خارج ترابها الوطني. وليس لسياستنا أي توجه خارجي، لا للهجوم ولا للدفاع. أضيفوا لهذا الحوار في جريدتكم خارطة العالم وشرطوا على القواعد العسكرية الأمريكية، وسترون الفرق. اتركوني أعد بعض الأمثلة. في بعض المرات، ينبهني المرء بأن طائراتنا تحلق في المحيط الأطلسي مباشرة. لم تكن طائرات المراقبة للمسافات الطويلة موجودة في الأماكن الإستراتيجية إلا في زمان الحرب الباردة بين الجهورية الروسية والولاياتالمتحدةالأمريكية. لكن روسيا ألغت ذلك في بداية التسعينيات، في الوقت الذي لازالت طائرات أصدقائنا الأمريكيين تحلق على طول حدودنا. لأي سبب إذن يقومون بهذا؟ لهذا السبب قمنا قبل سنوات بإعادة التحليق من جانبنا. أسلكنا هنا سلوكا عدوانيا؟ قبالة الشواطئ النرويجية هناك سفن حربية أمريكية على استعداد على الدوام. فالوقت الذي يحتاجه صاروخ يطلق من هذه السفن هو سبعة عشر دقيقة. وتقولون بأننا نسلك سلوكا عدوانيا؟ ذكرتم توسع الناطو نحو الشرق. لا نتحرك نحن لأي مكان، في الوقت الذي يقترب فيه الناطو أكثر وأكثر من حدودنا. أهذا برهان على عدوانيتنا؟ في آخر المطاف، فإن الولاياتالمتحدة قد خرجت من معاهدة الدفاع بالصواريخ بمفردها، وهي معاهدة تعتبر بمثابة الجزء الأكبر للأمن العالمي. أيعتبر هذا برهانا إضاقيا على عدوانيتنا؟ كل ما نقوم به هو ببساطة أننا نقوم برد فعل على التهديدات التي نتعرض لها. ونقوم بهذا بطريقة محدودة جدا، تضمن أمن روسيا. أينتظر المرء أن نقوم بعملية نزع السلاح بطريقة أحادية؟ اقترحنا مرة على شريكنا الأمريكي خلق نظام دفاع ثلاثي: روسيا، الولاياتالمتحدة، أوروبا. وقد رفض هذا الإقتراح. قلمنا بأن هذا النظام مكلف جدا ولا نعرف بعد مدى نجاعته. لكن من أجل المحافظة على التوازن الإستراتيجي، فإننا سنستمر من طبيعة الحال في تطوير Potenziel الدفاعي الإستراتيجي، ونفكر هنا قبل كل شيئ في تحسين دفاعنا الصاروخي. ويمكن أن أقول بأننا قمنا بتطور مهم في هذا الميدان. إذن، لا تهدد روسيا الناطو؟ فقط من لا يملك عقلا إنسانيا معافى أو يحلم، يمكنه أن يتصور بأن روسيا يمكنها أن تهاجم في يوم من الأيام الناتو. ليس لهذه الفكرة أي معنى ولا أي أساس. قد يكون من مصلحة مجهول ما نشر مثل هذا الخوف. لا يمكنني أن أتصور هذا الأمر إلا هكذا. لا أدعي هذا، بل أطرحه كاحتمال. لنفترض بأن أمريكا تريد المحافظة على سيطرتها في المحيط الأطلسي. ستحتاج إذن إلى تهديد من الخارج، عدوا، لضمان هذه السيطرة. ولا يعتبر إيران في الواقع تهديدا كبيرا بالنسبة لها، ممن يخاف المرء إذن؟ فجأة قامت الأزمة في أوكرانيا. كانت روسيا مضطرة لرد الفعل. قد تكون نية ما موقوتة في هذه الأزمة، لا أعرف. لكننا لسنا نحن سبب هذه الأزمة. ما أريد قوله: لا يجب على أي كان الخوف من روسيا. لقد تغير العالم بطريقة لا يمكن لأي إنسان عاقل تصور صراع عسكري من هذا القبيل. لنا أهم من هذا، أأكد لكم هذا. إنكم تتعاونون مع أمريكا فيما يتعلق بإيران. أكانت زيارة جون كيري لسوتشي Sotschi تحولا في هذا الميدان؟ معكم الحق، نتعاون مع الولاياتالمتحدة ليسفقط فيما يخص البرنامج النووي الإير اني، لكن أيضا في ميادين أخرى جد مهمة. وعلى الرغم من أن الأمريكيين قد انسحبوا من معاهدة طائرات المراقبة للمسافات الطويلة، فإن الحوار من أجل مراقبة التسلح مسمر من جانبنا. لسنا فقط شركاء، قد أقول إننا حليفين في قضية عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل وبدون شك فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب. هناك ميادين أخرى للتعاون بيننا، فموضوع معرض ميلانو هو مثال إضافي على تعاوننا. فلاديمير فلاديميروفيتش، احتفلت روسيا يوم 9 ماي 2015 بسبعينية انتصارها في الحرب العالمية الثانية وتحرييها ومعها أوروبا من النازية. لم يؤد أي بلد آخر أعلى ضريبة من دم أبنائه كروسيا. لكن لم يقف بجانبكم في الساحة الحمراء ذالك اليوم أي رئيس دولة. أعتبرتم هذا الغياب كنقصان في احترام الشعب الروسي؟ وماذا يعني هذا الحفل اليوم بالنظر إلى الهوية الروسية؟ لا يتعلق الأمر هنا بالهوية. فأساس هذه الأخيرة هي الثقافة واللغة والتاريخ. فقد مثلت الحرب الوجه التراجيدي لتاريخنا. نتذكر في مثل هذا اليوم بحزن الجيل الذي أهدى لنا الحرية والإستقلال بانتصارهم على النازية. ننبه بهذا الإحتفال بأنه ليس من حق أي كان نسيان هذه التارجيديا، وبالخصوص، لأنه علينا أن نحتاط لكي لا يتكرر مثل ما وقع. ليست هذه كلمات فارغة ولا خوف دون أساس. يوجد أناس اليوم ينكرون الهولوكوسط (إبادة اليهود). يحاولون جعل النازيين ومن ساعدهم أبطالا. يشبه إرهاب اليوم في الكثير من تمظهراته النازية، ليس هناك فرق جوهريا بينهما. لم يتجاهل الزملاء الذين ذكرتم فقط الوضع الإقتصادي الصعب الحالي، وكوننا متحدين عن طريق الماضي، بل أيضا ضرورة المقاومة من أجل مستقبلنا المشترك. لقد كان غيابهم عن الحفل قرارا اتخذوه هم أنفسهم. لكن الحفل في حد ذاته، كان حفلنا. أتفهمون؟ لم نتذكر في ذلك اليوم أولائك الذين قاوموا ضد النازية في الإتحاد السوفياتي، لكن أيضا كل حلفائنا والذين كانوا ينتمون للمقاومة في ألمانيا ذاتها وفي فرنساوإيطاليا. نشرف بهذا الحفل كل من سقط ضحية للنازية. أكيد أننا نعرف بالكاد بأن الإتحاد السوفياتي ساهم بالجزء الأوفر في هذا الإنتصار وضحى بالكثير من البشر بالمقارنة مع الآخرين. لكن بالنسبة لنا لم يكن فقط انتصارا عسكريا، بل أيضا نصرا أخلاقيا، فقد خسرت كل عائلة تقريبا شخصا تحبه في هذه الحرب. من المستحيل نسيان هذا. تتمتعون بشعبية كبيرة كقائد في بلدكم. لكن الخارج وكذا في بلدكم نفسه، يأخذ المرء عليكم كونكم سلطويا. لماذا يكون صعبا جدا بناء معارضة في روسيا؟ ما هو الشيئ الصعب في هذا؟ إذا برهنت معارضة ما بأنها قادرة على حل المشاكل في إقليم أو في محافظة أو في البلد كله، فإن الناس سيتعرفون على ذلك دائما. إن عدد الأحزاب السياسية عندنا اليوم قد كبر. فقد أصبحت في السنين الأخيرة قوانين تطوير وتقدم الميدان السياسي على الصعيد الإقليمي والوطني ليبرالية أكثر. ما على المرء إلا البرهنة على أنه جيد سياسيا ويعرف كيف يتعاون مع الناخبين والمواطنين. لكن لا تقدم أهم المحطات التلفزية الروسية أي حوار تقريبا مع ممثلي المعارضة؟ لو كان لهم شيئ مهم يقولونه، لاستدعوا، على ما أعتقد، غالبا. فيما يتعلق بالصراع السياسي يمكنني أن أقول بأننا نعرف كيف يمكن التعامل مع الخصوص السياسيين بطرق مختلفة. في هذا الصالون، حيث نحن جالسون، تعلق صور أربعة قياصرة روسيا. من هو القيصر الذي ألهمكم أكثر؟ يبتسم بوتين". قال مرات عديدة بأن قيصره المفضل هو ألكسندر الثالث، والذي قال: "لروسيا حليفين فقط: جيشها وأسكولها العسكري". لكنه هذه المرة حذر". قال: عندما يطرح المرء علي هذا السؤال، فإنني أحاول المراوغة، لأنه بالإمكان تأويل ما أقوله بطرق مختلفة. لهذا السبب أقول من الأفضل بأنني أحاول ألا يكون لي أي مثال. إنني أركز على عملي لصالح الشعب الروسي، وهو عمل مؤسس على كل ما تجمع عندي من تجربة من الماضي، لكن بأخذ شروط الحياة لليوم. هناك الكثير من الأمثلة التي تستحق الإحترام، سواء في تاريخنا أو في تاريخ أوروبا والعالم. وقد عاش واشتغل هؤلاء الناس تحت شروط معينة. الشيئ الرئيسي في كل هذا هو أن يبقى المرء صادقا مع نفسه ومع الناس الذين ائتمنوه ليقوم بهذا العمل.