إحتضن فضاء "دار الصويري"، أمس السبت 03 أبريل 2021 أشغال ندوة وطنية بعنوان "طرد 45 ألف عائلة مغربية من الجزائر جريمة ضد الإنسانية"، من تنظيم المنتدى المغربي الدولي للدفاع عن الوحدة الترابية، بشراكة مع جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، وبحضور أساتذة بمختلف تلويناتهم، وفعاليات مدنية، من داخل وخارج الصويرة، بما في ذلك تمثيلية النيابة العامة بمحكمة الصويرة، في شخص الأستاذ رشيد الدوهابي، قاربت مدتها الثلاث ساعات، أُرجعت من خلالها عقارب الساعة، إلى زمن الإضطهاد الجزائري الذي تعرضت له أسر مغربية، داخل الأرض الجزائرية، وقُلِّبت الأوجاع، إلى درجة إدراف الدموع، من خلال تشخيص الأساتذة المؤطرين للندوة، للجريمة الجزائرية، وكذا حَكْي بعض الضحايا، لساعات الجحيم التي عاشوها، قبل تهجيرهم التعسفي من الجزائر، نحو الديار المغربية. الندوة هذه، والتي سهر على تنشيطها وتقديم فقراتها عبد الخالق ياسين، الكاتب العام للمنتدى المغربي الدولي للدفاع عن الوحدة الترابية، آستهلت بكلمة ترحيبية لحفيظ اليمني، رئيس المنتدى المذكور، وإعرابه كمنتدى، على آستعداد فريق عمل هذا المنتدى، على تبني جميع القضايا الوطنية والمساهمة في إشعاعها، بما فيها قضية تهجير الأسر المغربية قسرا، من الأراضي الجزائرية، مضيفا أن المنتدى المذكور، يتشرف بتنظيم هذه الندوة فوق العادة، لملف فوق العادة، يؤطروه سفراء فوق العادة أيضا، قبل أن يتناول ميلود الشاوش، رئيس جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر، وأحد الضحايا في الوقت نفسه، مبرزا الهدف من وراء تنظيم هذه الندوة/اللقاء التحسيسي، ألا وهو التعريف بالملف الشائك هذا، والغائب عن أذهان العديد من المغاربة، والمتمثل في تهجير قسري وليس بعادل، لأسر مغربية عديدة، من بينهم أطفال وشيوخ ونساء ضِمنهن حوامل، بعضهن تَوَفَّين وهو في الطريق، بينما أطفال رجعوا لمنازلهم، دون أن يجدوا والديهم، قصة مأساوية هي، يضيف ميلود الشاوش، تعتبرا تاريخا يجب أن يظل ويترسخ داخل الذاكرة الجماعية للمغاربة، كما تطرق أيضا لأسباب وأهداف تأسيس الجمعية المذكورة، يبقى أهم سبب يقول الشاوش، هو الإحساس بأن "تاحد ماتكلم على معاناتنا كأسر مهجرة عراة حفاة"، بلغ عددها 45 ألف عائلة، إضافة إلى المفقودين ومن زُج بهم في السجون الجزائرية، يجب التحسيس بالقضية هذه يضيف رئيس الجمعية المذكورة، لدى المغاربة ولدى العالم بأسره، ويجب لفت المنتظَم الدولي، بعيدا عن الخلافات السياسية بين البلدين، والعمل على تأميم ممتلكات المغاربة المهجرين والمطرودين من أرض جزائرية، ساهموا في تحريرها، قبل أن يتناول الكلمة بعد ذلك الباحث المتخصص في ملف الصحراء، أحمد نور الدين، والذين وصف القضية، بالثقيلة والوازنة إنسانيا وقانونيا وإجراميا وسياسيا ونفسيا وحقوقيا، ثقيلة على جميع المقاييس يقول الباحث المذكور، والأمر يعتبر بمثابة صراع بين مشروع حضري، ومشروع همجي، صراع بين مشروع دولة لها مجد وحضارة، ومشروع دولة همجية، تنكرت لأبسط مبادئ العرفان بالجميل لمغرب آحتضن الثورة الجزائرية لسنوات..، كما وصف ما وقع بالمشابه للجرائم النازية، دون إغفال فصل التلاميذ وآنقطاعهم عن الدراسة بسبب ما وقع، بالإضافة إلى حملات السب والتشهير العلني الذي تعرض له المغاربة، مند سنة 1975 من عبر وسائل إعلام، تحرض يوميا على الحقد والكراهية…، لذلك يقول الباحث المذكور، يجب أن تتبنى مؤسسات الدولة القضية هذه، بمختلف الأشكال والطرق، كآقتناء فضاء تاريخي لحفظ ذاكرة هذه الجريمة، ومعها حفظ حق الشعب المغربي عامة، حتى يعرف أصدقاءه من خصومه… بعد ذلك تناول الكلمة بومدين العمراوي، باحث في سلك الدوكتوراه القانون العام بالفرنسية، واصفا الجريمة الجزائرية، بأنها جريمة ضد الإنسانية، مستدلا على ذلك، بمجموعة من النصوص القانونية، كما أكد أن لا تقادم بخصوص الجريمة تلك، وبالتالي يجب الترافع والنضال لسلك جميع الآليات القانونية لمتابعة المتورطين في هذه الجريمة الشنعاء…، بعد ذلك تطرق عبد الجليل بودربالة، المحامي بهيئة الرباط، في كلمته الموجزة، الإشكالات التي يواجهها سفراء القضية، من أجل تنقلهم إلى خارج المملكة، للترافع على الملف هذا والتعريف..، كما تأسف على ما وصفه بتراجع تعاطي الحكومة المغربية مع القضية هذه، مؤكدا أن الملف حقوقي بآمتياز، ولا يمكن المزايدة عليه سياسيا…، قبل أن يتقدم ضحيتان آثنتان للتهجير القسري، في لحظات جد مؤثرة، بحكي شهاداتهما على الجريمة، مُرجِعين عقارب الساعة إلى الوراء، وهو ما قلَّب الأوجاع…، قبل أن يُفتح المجال لمداخلات بعض من الحضور، لقيت تعقيبا من طرف الأساتذة المؤطرين للندوة. لتختتم أشغال الندوة الوطنية هذه، بتلاوة التوصيات، من قبيل تبني جميع المجتمع المدني المغربي والمؤسسات لهذا الملف، من خلال إقرار يوم وطني للذاكرة وللحفاظ عليها، وكذا التعاقد مع أرشيف المغرب، للحفاظ على هذا الأرشيف كوثائق لتاريخ الذاكرة المغربية، وعقد شراكات مع وزارة الثقافة والمؤسسات الإعلامية الرسمية…، كل ذلك من أجل جبر ضرر الضحايا وإنصافهم، وغيرها من التوصيات الأخرى، قبل أن يُسدل الستار على الندوة، بتلاوة برقية الولاء، المرفوعة إلى ملك البلاد أعزه الله. (Visited 6 times, 6 visits today)