تميزت مواقف الشعوب العربية بخلاف أنظمتها تجاه القضية الفلسطينية، بالصدق والوضوح، والتي قدمت، وما زالت، للفلسطينيين وكفاحهم، شتى أشكال الدعم، وأعلنت/ وما زالت تعلن، رفضها الاعتراف بإسرائيل، بالمقابل يسجل أن مواقف الأنظمة العربية اتسمت بالبراغماتية والنفاق، وهيمنة الأقوال والشعارات (القومجية والإسلاموية و…الخ) بدلاً من الأفعال. ولم تكن قضية الشعب الفلسطيني ومقاومته، والصراع مع إسرائيل، بالنسبة لها، الممانعة منها وغير الممانعة، إلا ورقة للاستهلاك الداخلي (تخدير الشعب والالتفاف على مطالبه في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية و…الخ) أو للمساومات الخارجية. مايقع في فلسطين، سبق وأن وقع أكثر منه، عقود من الصراع لم تأت بجديد سوى ازدياد الأرصدة البنكية للمتاجرين بالقضية لا من داخل فلسطين ولا ممن يدعون الدفاع عنها.. الهاشتاگات لن تغير أي شيء، وستفشل كما فشلت الوقفات الاحتجاجية والكوفيات على الأعناق وخروج التلاميذ من فصولهم الدراسية.. هو واقع فعلي حدث ويحدث مرارا وتكرارا على أرض الواقع. هذه القضيه الفلسطينيه تعاقبت عليها أجيال نشاهد ما يحدث دون جديد، ودون حل… وهكذا سيستمر الوضع كما يريد اليهود (الغرب) طالما نحن مشتتون نفكر في المال والكراسي بعيدين عن دين الله.. بعدين عن إنصاف الحق… طالما فينا "كروش" تصرف في الأكل، وسوادا أعظم ياكل من الزبالة.. مشكلتنا لاتكمن في القضيه الفلسطينيه فقط، يجب أن نحرر أنفسنا من العبوديه لغير الله (السلطه المال والنساء وغير ذلك).. توزيع عادل يشمل الأمة حتى يقال ليس هناك ضائع او محتاج في بلاد المسلمين.. رفع مكانة العلم والعلماء (الصين تبني محطة فضاء خارج الكرة الأرضيه بمفردها مع سباق مع الأمريكان والروس)، ونحن نبني المراقص والأفلام الهابطة والمسلسلات.. لم الشمل ووحدة الصف والنظر على اننا أمة مسلمهة، وليس هناك أية تقسيمات غير اننا مسلمين.. بناء منظومة إسلامية عربية دفاعية في أهب الاستعداد، هدفها حماية المقدسات والعباد. ان تحقق ذلك فلن تكون هناك مشكله لدينا لا اقصي ولا مياه ولا دول كرتونيه تسعي للانفصال عن البلد الأم. اضعف الايمان بتلك الوقفات والكوفيات تربت في قلوبنا ان القضية الفلسطينية هي القضية الحق وأم القضايا، وتربينا بتلك الشعارات على أن المساس بفلسطين هو مساس بذواتنا. أما بخصوص جيل اليوم التبخيس بحق التعريف بتلك القضية من الواضح ان هذا الجيل لا يعرف عن فلسطين سوى غزة ولا يعلم الضحية من المجرم؟!! وأما استفادة القضية من حب وشعارات القضية فهي في حاجة إلى تضحيات كبيرة!؟ ولا أظن في يومنا هذا أحدا قادر عليها!؟؟ ..لأننا كغثاء السيل! منذ متى ونحن في قهر وفلسطين محتلة.. والعرب نائمون كما يدعي البعض … مائة سنة ؟؟؟ ما مساحة قرن من الزمان في زمن الإسلام والفتوحات ومنذ متى سقطت الأندلس والخلافة ؟؟!! العقل السليم على الأقل يدرك أن هناك عقبات وضعها الغرب منذ الإستعمار في الماضي القريب لا البعيد وأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، أحمق من يعتقد أنه لا توجد خطوات .. كل الأفكار السلبية هي نتيجة هزيمة نفسية ملغومة مغروسة في العقول. قوة العدو يستمدها من ضعفنا نحن فقط فهو لاشيء، و نشر أفكار الهزيمة النفسية ما هو إلا مساعدة له بطريقة غير مباشرة. لولا أفعال الصهاينة لنسي أغلبنا القضية الفلسطينية، هم بفعلهم يفعلون الخير، بتذكير الغافلين من الأمة وبصحوة الضمائر.. وهذا من فضل ربي، يحسبون أن طغيانهم ضد مشيئة الله، يقتلون أنفسهم بأيديهم.. و يذكروننا دائما بهم. المهم إنهم "يمكرون، و يمكر الله، والله خير الماكرين.". و هل كان بإستطاعتهم الصمود أمام جيرانهم على الأقل لولا طغاة الحراسة من حكام العرب. مصر وحدها تكفي في استرجاع فلسطين، لولا سيدها السيسي. كل ما نحن فيه، هو نتاج أفعال الصهاينة لكي يصلوا لهدفهم.. وأنا لم أخرج عن الموضوع بذكر الاستعما وباتفاقيات التفرقة التي طبقوها لمصلحتهم ليس إلا . ضعفنا هو قوتهم هذا ما سعو إليه منذ البداية. ونحن نعيش أجواء احتفالات بعض الأنظمة العربية، بالتطبيع مع إسرائيل، وبينما تتلقى هذه الدول الغربية الموقعة على التطبيع، رسائل تهنئة بهذا "الإنجاز العظيم"، من أنظمة عربية عديدة، تصمت أنظمة الممانعة (النظام السوري نموذجاً) صمت القبور؟! لذلك يصح القول إن الأنظمة العربية، الممانعة والمطبعة، هي وجوه متعددة لعملة واحدة، نقش عليها، الاستبداد، الفساد، التبعية، المتاجرة بالمسائل الوطنية والقومية، والتشبث بالسلطة، ولو كان الثمن، بيع فلسطين والقضية الفلسطينية.