اتهمت كل من روسياوالصين، الخميس، الولاياتالمتحدة بالتسبب في الأزمة الحالية المتعلقة بالاتفاق النووي مع إيران، فيما قالت واشنطن إنه ليس بإمكانها إبرام صفقة إلا إذا تخلت طهران عن مطالبها الإضافية التي تقع خارج نطاق الاتفاق. جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي نصف السنوية والمنعقدة حاليا بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حول تنفيذ القرار رقم "2231" الصادر في 20 يوليو/تموز 2015، والذي صادق على خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن برنامج إيران النووي. وقال نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأممالمتحدة السفير ديميتري بولنسكي في كلمته خلال الجلسة: "طريق العودة إلى الاتفاق النووي لن يكون سهلا". و أضاف أن "سياسة الضغوط القصوى التي تمارسها الولاياتالمتحدة ضد إيران هي السبب الرئيس للمشاكل التي تحول حتى الآن دون العودة للاتفاق". وأردف بولنسكي: "في الواقع أن ما يقال عن عدم التزام إيران بالاتفاق غير صحيح (..) كل تصرفات إيران تأتي ردا على انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق دون وجه حق". وبدوره اعتبر مندوب الصين الدائم لدى الأممالمتحدة السفير تشانغ جيون في كلمته خلال الجلسة، أن "تشديد العقوبات من قبل الولاياتالمتحدة على إيران أضر بفرص العودة للاتفاق". وأضاف جيون: "انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق في عام 2018 هو السبب الحقيقي للأزمة الحالية التي نحن بصددها الآن". وفي المقابل قال السفير ريتشارد ميلز نائب ممثل الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، إن واشنطن "ملتزمة بالعودة المتبادلة مع طهران إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة". وأضاف ميلز في كلمته لأعضاء المجلس: "لكن لا يمكننا إبرام صفقة وتنفيذها إلا إذا تخلت إيران عن مطالبها الإضافية التي تقع خارج نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة". وتابع: "لا تزال الولاياتالمتحدة مستعدة للعودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة والتي نحن على ثقة من أنها ستعزز الأمن الدولي بشكل كبير، والكرة في ملعب إيران وخيار العودة نحو التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة يقع على عاتقها". واختتمت، الأربعاء، محادثات غير مباشرة بين واشنطنوطهران بتنسيق من الاتحاد الأوروبي بغية كسر الجمود بشأن كيفية إحياء الاتفاق النووي. وتشمل الخلافات الرئيسة بين إيرانوالولاياتالمتحدة طلب واشنطن شطب المنظمات المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي، فيما تطالب طهران بتقديم ضمانات بأن الإدارات الأمريكية المستقبلية لن تنسحب من الصفقة مرة أخرى. وفي مايو/أيار 2018، انسحبت واشنطن من الاتفاق الموقع في 2015 بين إيران ومجموعة (5+1) التي تضم روسيا وبريطانيا والصينوالولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية سلسلة عقوبات قاسية تستهدف خنق الاقتصاد الإيراني، والحد من نفوذ طهران الإقليمي.