بعد الموقف الثابت والجريء الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي من خلال عدم الاعتراف ب"الجمهورية الصحراوية" الوهمية التي أعلنتها البوليساريو، قبل انطلاق قمة ابيدجان والذي أكدت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن، فيديريكا موغيريني، على أن "المغرب شريك أساسي للاتحاد الأوروبي، والذي طور معه شراكة مستدامة وثمينة خلال سنوات عديدة، موضحة أن مشاركة جبهة البوليساريو في الاجتماع لا تغير موقفنا من الصحراء بأي شكل من الأشكال ". وبعدما قرر المغرب خوض معارك سياسية ودبلوماسية لمجابهة ما يسمى بالبوليساريو في الساحة الإفريقية، بالتغيير من سياسته من المقاطعة إلى المشاركة في القمم الدولية والقارية، والتي مكنته من تجاوز تبعات سياسة المقعد الشاغر، وبالتالي إحباطه لقواعد اللعبة التي ارادتها جمهورية الوهم وصنيعتها الجزائر، لم يجد المدعو ابراهيم غالي رئيس جمهورية البوليساريو الوهمية - المحبط نفسيا –في محاولة منه للفت الانظار ل"قضية" اصبحت متجاوزة في ظل الاوضاع الدولية وخاصة بعد اندحار الحركة الانقسامية الكوردية وحركة الانفصال باقليم كاتالونيا، سوى بعث رسالة للأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس مباشرة بعد إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة توصيتها السنوية حول تصفية الاستعمار التي كانت في صالح المغرب، حيث أكد له من خلالها أن "جبهة البوليزاريو لا يمكنها أن تقبل ولن تقبل باستمرار الأمور على هذا الحال على اعتبار أن الوجود المغربي في الشريط العازل يشكل خرقا مباشرا لشروط وقف إطلاق النار وتغييرا لا شرعيا وأحادي الجانب للوضع القائم على الأرض بما يستدعي «حلا عاجلا» لهذا الأمر"، مشيرا الى ان الوضع في منطقة الكركرات "لم يشهد أي تطور في اتجاه تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بتسوية وضع الشريط العازل على أساس احترام اتفاق وقف إطلاق النار".
ويرى المتتبعون ان التحركات البئيسة للمدعو ابراهيم غالي تأتي في وقت تزامن مع تحطم حلم النظام الجزائري إلى الابد، بعد عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي وهو الساحة الوحيدة التي انطلق منها ذلك النظام للترويج لخرافة الجمهورية الوهمية "التندوفية" المفبركة التي انهكته واستنزفت اموال نفطه وغازه ناهيك عن التخريب الذي طال معاقله الاستراتيجية والمتمثلة في تدمير حصن اديس ابابا ودك اوكار اعدائه بعد لقاء جلالة الملك مع كل من جاكوب زوما و رئيس انغولا .