نددت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، باستمرار شد الحبل بين الحكومة والأطباء المقيمين، والقمع العنيف الذي تعرض له هؤلاء على يد الشرطة، محذرة من "تفاقم الوضع" في المستشفيات الجزائرية. ونددت صحيفة "الوطن"، في هذا الصدد، بقمع المسيرة الاحتجاجية التي كان من المنتظر أن ينظمها الأطباء المقيمون بمنطقة الغرب (وهران، تلمسان، سيدي بلعباس)، بدعوة من التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين.
وتحت عنوان "قمع مسيرة الأطباء المقيمين بوهران"، ذكرت الصحيفة، استنادا للدكتور عبد الرحمان إقبال، مندوب الأطباء المقيمين بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران، أن "مسيرة أمس، وعلى غرار سابقاتها، تمت برمجتها بالتنسيق مع الشرطة التي أخذت علما بتاريخ التظاهرة وبالمسار الذي ستسلكه، غير أنه في آخر لحظة ، جاء ضابط ليخبرنا بأن مسيرتنا ممنوعة بتعليمات من الوالي".
واستنكر إصابة متظاهرين بجروح، أمام مدخل المستشفى وعلى طول الطريق باتجاه مقر الولاية، موضحا أن "بعض الزملاء تعرضوا للضرب، وأنه تم إحصاء اربع حالات إصابة برضوض في الرأس، إحداها في حالة خطيرة وأن هؤلاء الأطباء الداخليين تم نقلهم بالقوة داخل شاحنات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه وكرد فعل على التدخل العنيف للشرطة ضد الأطباء المقيمين بمنطقة الغرب، نظم حوالي 50 من زملائهم بالجزائر العاصمة، في بداية الظهيرة، تجمعا في ساحة فاتح ماي أمام المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا.
من جهتهما، كتبت صحيفتا (الشروق) و(ليبيرتي) أن المسيرة السلمية للأطباء المقيمين التي كان من المنتظر تنظيمها في نهاية صباح أمس ، وهي الرابعة من نوعها بوهران منذ دخول أطباء التنسيقية في إضراب، تعرضت لقمع عنيف من طرف قوات الأمن داخل المستشفى الجامعي لوهران.
وسجلتا أن قوات مكافحة الشغب أغلقت البوابات الرئيسية للمستشفى لقطع الطريق على المحتجين، منذ انطلاق المسيرة، موضحتين أن القمع كان أكثر وحشية على مستوى المدخل الرئيسي للمؤسسة وأن الأطباء المقيمين الذين حاولوا المرور بقوة تعرضوا للضرب بالهراوات.
من جانبها، كتبت صحيفة (لوكوتيديان دو وهران) أن التدخل العنيف للشرطة كان غير منتظر من قبل الأطباء المقيمين التابعين لمنطقة وهران، الذين كانوا قد برمجوا تنظيم تجمع تليه مسيرة جهوية انطلاقا من المركز الاستشفائي الجامعي لوهران وإلى غاية مقر مديرية الصحة، على اعتبار أنهم كانوا قد نظموا مسيرة لم تشهد اصطدامات في شهر يناير الماضي، مضيفة أن المحتجين رددوا شعارات مناوئة للشرطة وللنظام وللوزير الأول.
بدورهما، أوردت صحيفتا (الحياة) و(ليكسبريسيون) بيانا للتنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين الجزائريين نددت فيه بالوزارة الوصية، مشيرة إلى أن بقاء الوضع على ما هو عليه يهدد بانفجار منظومة صحية في حالة احتضار أصلا، ومشلولة بلامبالاة وزارة وصية تحاول بكافة السبل تشويه حركتنا ومخادعة الرأي العام بتصريحات مسيئة لسمعتنا وتحملنا المسؤولية استفحال هذه الأزمة غير المسبوقة، والتي زاد من تفاقمها القانون الجديد للصحة تحت الأنظار المتواطئة لمؤسسة طبية لزمت صمتا مذنبا ينطوي على طموح مشبوه.
واعتبرت الصحيفتان أنه سواء أردنا أم لا فإن المؤسسة الطبية تجد نفسها داخل نزاع يسيء لكافة العاملين في قطاع الصحة.