أثارت مواقف المسؤولين السعوديين تجاه ملف ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2026، ردود فعل قوية للمواطنين المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل ان تتحول إلى غضب عارم مباشرة بعد الاعلان عن نتائج التصويت أمس الاربعاء، حيث منحت السعودية صوتها للملف الثلاثي "امريكا-كندا-المكسيك".. السعودية، وفي ضرب للأخلاق الاسلامية و شعارات "الاخوة" العربية والوحدة العربية، لم تكتف بالتصويت ضد الملف المغربي، بل عمدت إلى استقطاب 6 دول عربية إلى جانبها وهي البحرين والإمارات والكويت والعراق والأردن ولبنان، وهو سلوك ينمّ عن اصطفاف فاضح للمملكة العربية السعودية إلى جانب امريكا وانبطاحها امام دونالد ترامب..
غضب الشعب المغربي من الموقف الجبان للسعودية اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب العديد من رواد الانترنيت بقطع العلاقات مع السعودية ومنهم من اطلق حملة لمقاطعة البطولة العربية للأندية البطلة ما دامت سبع دول قد تنصلت من التزاماتها العربية..
وذهب العديد من المغاربة إلى شن حملة لمقاطعة مراسيم الحج والعمرة، وذلك لما تذره من أموال طائلة على السعودية التي اختارت الاصطفاف إلى جانب دونالد ترامب، وإنكار للأخوة الاسلامية وشيم العرب، في تناقض تام مع شعاراتها الرسمية ..
وجاء في تبرير المغاربة لهذه الدعوة ان الحج في الاسلام ليس واجبا إلا على من استطاع إليه سبيلا كما جاء في القرآن، وغالبية المغاربة ليس باستطاعتهم ذلك، وحريّ بهم ان يستعملوا اموالهم في إصلاح احوالهم وأحوال ذويهم وإخوانهم المواطنين الفقراء والمحتاجين وهي أمور تدخل في باب الأعمال التي يحث عليها السلام..
ومن ناحية أخرى، فإن أموال الحج لا يتم استثمارها فيما ينفع المسلمين، بل تذهب مباشرة إلى خزائن امريكا وحسابات شركاتها العملاقة، وذكّر المغاربة في هذا الصدد ما منحته السعودية لأمريكا خلال زيارة ترامب وزوجته وابنته إلى الديار المقدسة حيث بلغت قيمة الصفقات التي حصلت عليها الولاياتالمتحدة 400 مليار دولار، منها 110 مليارات لتدوير مصانع الاسلحة الامريكية لمد السعودية بأسلحة لا قيمة لها..