اهتمت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الأربعاء، على الخصوص، بالعودة القوية للإسلاميين إلى الساحة خلال الأيام الماضية، والذين تحركوا بالخصوص من خلال منع تظاهرات ثقافية، معربة عن أسفها لتراخي وربما تواطؤ بعض أعوان السلطة مع أتباع التعصب، الذين يجعلون البلاد تخشى الأسوأ. وهكذا، لاحظت "الوطن" أن الاستفزازات المسجلة في أنحاء مختلفة من التراب الجزائري تدفع إلى الاعتقاد أن التيار الإسلامي يتسع خاصة وأنه في مواجهة مثل هذه التصرفات تظهر السلطات نوعا من التساهل الغريب بينما كانت تسارع إلى مواجهة الديمقراطيين عندما كان هؤلاء يحاولون احتلال الميدان.
ففي افتتاحية بعنوان "عودة إلى نقطة البداية" تساءلت الصحيفة عن سبب استعادة الإسلاميين لقوتهم؟ وهل هناك تشجيع خفي؟ ، مشيرة إلى أن الإسلاميين تحركوا كثيرا في الميدان خلال هذا الصيف، حيث عملوا بالأساس على منع تظاهرات ثقافية.
وأشارت إلى أن مدينة بجاية شهدت تأجيل مهرجان للأغنية الأمازيغية إلى أجل غير مسمى لأن الميزانية التي كانت مخصصة له تم تحويلها لإنجاز أشغال تتعلق بالنظافة في المدينة بحسب الرواية الرسمية. وأضافت أن المدينة مستهدفة بشكل خاص منذ أن أظهرت ديناميكية على مستوى المناقشات الأدبية والسياسية، وأصبحت نموذجا بالنسبة لجميع المدن في الجزائر، على حد قول الصحيفة.
وأضافت أن حفلات الشعراء الشباب غير المعروفين أصبحت تثير مخاوف السلطات العامة التي تمنعها، مشيرة إلى أن سلبية سلطات الزمن القديم شجعت الإسلاميين على الانخراط في إرهاب غير مسبوق في تاريخ الإنسانية بفعل رعبه والمآسي التي هزت الجزائر.
وتساءل كاتب الافتتاحية عما إذا كان مثل هذا السيناريو سيتكرر في الجزائر، وأضاف: "كان هناك علي بلحاج، واليوم هناك متعصب يدعى علي فركوس يحصل على تعويضات من أموال الدولة ولا يخفي طموحه لإقامة جمهورية على شاكلة "جمهورية طالبان". ولم تقلق راحته أي سلطة حتى الآن. علما أن السم الإسلامي ما فتئ يتغلغل في المجتمع".
وتحت عنوان "شياطين الظل"، لاحظت صحيفة "ليكسبريسيون" من جهتها، أن شخصيات الظل المختبئة والقوية، تتآمر من وراء الستار وتحاول إغراق الجزائر في الفوضى.
وأوردت الصحيفة في هذا الصدد مقتطفا من مجلة صدرت في عام 1990، جاء فيه "منذ عدة أشهر، يقوم الأصوليون بنشاط صاخب (...) فقد منعوا في قسنطينة، انعقاد تجمع، وفرضوا قبل بضعة أسابيع إلغاء عروض وحصلوا على حظر في مسيلة لعرض مسرحية".
وأشارت إلى أن المرء يعتقد أنه يقرأ أحد المقالات الصادرة مؤخرا، مشيرة إلى أنه في الجزائر 2018 ومنذ عدة أشهر، تم إلغاء العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية.