انتقدت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، محاولة النظام إقصاء أحزاب المعارضة وإسكات صوتها مع اقتراب أي موعد انتخابي، معتبرة أن مثل هذه الخطوة تنطوي على مخاطر تفتيت المشهد السياسي في البلاد. وكتبت صحيفة "الوطن" أن النظام لم يعد يكتفي بجعل أحزاب المعارضة تتخذ موقفا دفاعيا، إن لم يكن يسكت صوتها، وإنما يسعى إلى إقصائها على نطاق واسع.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن وزير الداخلية، الأكثر تمثيلا للسلطة التنفيذية، وقع في نهاية الأسبوع، على اتهام جديد ضد الفاعلين في الساحة الوطنية الذين يحاولون صياغة مقترحات للخروج من الأزمة، حيث حذر ممثل الحكومة المواطنين خلال زيارته لولاية غليزان، من "الذين يزرعون الشك عند اقتراب كل موعد سياسي".
واعتبر كاتب الافتتاحية أن حجة الماسكين بالسلطة تسقط من تلقاء نفسها، بمجرد الإشارة إلى مواقف بدون انعكاس على الواقع. وأضاف أن "اقتراب المواعيد السياسية" تعبير لا معنى له في نظام سياسي حيث الانتخابات تعتبر حتى الآن مجرد إجراء شكلي لتأكيد الاختيارات التي تمت في أعقاب مناظرات الأجنحة".
ورأت صحيفتا "الفجر" و"لوكوتيديان دو وهران" أن إستراتيجية إقصاء كل ما ينبثق عن المجتمع كقوى سياسية ومقاومة هو في الحقيقة أكثر كارثية.
وأضافت الصحيفتان أن ما يسمى بسياسة السلم والمصالحة، التي يتباهى النظام في كل مناسبة، ستشكل في نهاية المطاف عقبة أمام مبدأ عالمي يكرس شعار "الحقيقة والعدالة والمصالحة".
وتحت عنوان "النظام يفضل الولاء على الكفاءة"، كتبت صحيفة "ليبرتي" في افتتاحيتها، أن الأمثلة عديدة على هذا الواقع الذي لا مراء فيه، لإبراز حقيقة مرة تؤكدها العبارات التي تصدر دون وعي عن الحكام.
وذكرت الصحيفة أن الرئيس بوتفليقة قال عن الوزراء عندما وصل إلى السلطة في 1999، أنه وجد وزراء "ليست لهم صفة رجل دولة" وأنهم "بالكاد مؤهلون ليكونوا رؤساء مصالح". وبعد أربع ولايات رئاسية ربما يمكن للمرء أن يأسف لكون البعض منهم تركوا مكانهم إلى هذه الموجة الجديدة من الوزراء الذي يرتكبون الأخطاء، علما أن بعض عثرات هؤلاء لو كانت قد ارتكبت في مكان آخر، لأدت على الفور إلى إبعادهم.
وسجل كاتب الافتتاحية أن في الحكومة العديد من الأكاديميين اللامعين الذين كان من الممكن أن يكونوا أكثر فائدة في مكان آخر، فضلا عن أناس عاديين لم يكن ينبغي أن يكونوا هناك أصلا، موضحا أن هؤلاء وأولئك يشتركان في أمر واحد: فقد تم اختيارهم ليس لكفاءتهم وإنما لقدرتهم على التكيف مع متطلبات خارطة الطريق المحددة مسبقا.