إغتنمت الصحافية والمعارضة الجزائرية المقيمة في بلجيكا، ليلى حداد، فرصة زيارة انجيلا ميركل للجزائر، أمس الاثنين 17 شتنبر الجاري، لبعث رسالة قوية إلى المستشارة الالمانية ناشدت من خلالها هذه الأخيرة أن توصل حقيقة ما يقع في الجزائر إلى الشعب الالماني ومن خلاله إلى كل العالم.. وطالبت حداد، التي سبق لها أن وجّهت رسالة إلى بوتفليقة من داخل مقر البرلمان الأوربي، من المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أن تقول الحقيقة، فور عودتها إلى برلين، للشعب الألماني حول الوضع في الجزائر..
وأضافت حداد موجهة الكلام إلى ميركل : "أخبريهم أن النظام الاستبدادي كلّف "الغاستابو" الجزائرية بمكافحة المقاومين السلميين في الداخل والخارج، وقمع المعارضين للنظام الديكتاتوري"..
قولي لشعبك، تستطرد الصحافية حداد، إن الجزائريين "يعيشون تحت وطأة الرعب والتعسف. أخبري الألمان أن النظام الجائر في الجزائر قد أفرغ خزانة الدولة، وأستحمر الناس وأباد كل أشكال الحريات".
وختمت حداد، في تدوينة نشرتها على حسابها بالفيس بوك قبيْل زيارة ميركل للجزائر، بالقول "أخبريهم أنه إذا استمر المجتمع الدولي في دعم هذا النظام، فسيكون قريبا مئات آلاف الجزائريين على أبواب أوروبا."
يشار أن بوتفليقة، ظهر أمس الاثنين في لقطات لم تتعدى بعض الثواني خلال لقاء مع المستشارة الالمانية ميركل، وهو في وضع صحي متدهور. وحاول المسؤولون كما هي العادة اختيار الصور بعناية فائقة مع تكرار نفس اللقطة من زوايا مختلفة، في محاولة لاقناع الرأي العام بان الرئيس يتمتع بصحة جيدة والرد على المطالبين بتنحيه عن السلطة وفقا لما تنص عليه مقتضيات المادة 102 من دستور الجزائر(المادة 88 قبل التعديل الأخير)، إلا ان منظر الرئيس يثير الشفقة ويبعث على عدم الارتياح على مستقبل الجزائر..
وأصبح ظهور بوتفليقة (81 عاما) نادرا منذ إصابته بجلطة دماغية سنة 2013 أقعدته وأثرت على حركاته ونطقه، لكن ذلك لم يمنع المتنفذين في دوالب السلطة من إعادة ترشيحه في 2014 لولاية رابعة ومنحه الفوز دون أن يقوم بحملة انتخابية.
ويواصل الماسكون بزمام السلطة في الجزائر تمهيد الطريق لإعادة "تثبيت" بوتفليقة كرئيس للبلاد للمرة الخامسة، بعد نهاية الولاية الرئاسية الرابعة في مايو 2019، وذلك من خلال عسلسلة من الإجراءات همت مؤخرا تغييرات داخل أجهزة الجيش والأمن، وتزامنت مع فضيحة تهريب الكوكايين بميناء وهران التي تورط فيها مسؤولون بمختلف الاجهزة الامنية والعسكرية وأبناء مقربين من السلطة.