خرج نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في لقاء حزبي بمارتيل، بتصريحات غريبة منتقدا تعاطي الحكومة مع الوضع الذي تعيشه البلاد، والذي وصفه ب"الوضع المتناقض"، حيث دعا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى الخروج علنا للمواطنين لتفسير وشرح الإجراءات التي يتم اتخاذها، بهدف خلق جو جديد يعيد الأمل بإمكانية بناء شيء ما. وأضاف الوزير المطرود من حكومة العثماني على ضوء التقرير الأسود لمشروع الحسيمة منارة المتوسط، أن المغرب يعيش "حيرة وتناقضات" على عدة مستويات، مشيرا إلى أنه يعتز بالقطار فائق السرعة "البراق" الذي سيدخل المغرب عالم الحداثة، "لكن في نفس الوقت يقول بنعبد الله: " لا زلنا نعيش مشاكل القطارات العادية من تأخر وغيرها، وهذا هو المغرب".
ويرى متتبعون أن خرجات نبيل بنعبد الله المتتالية، الأولى مباشرة بعد الحكم على صديقه توفيق بوعشرين، والتي ندد من خلالها بالحكم الصادر ضد مدير أخبار اليوم واعتبره "قاسيا" و"تراجعا" على مستوى حقوق الإنسان، ثم عاد لينتقم من رئيسه السابق في الحكومة سعد الدين العثماني، إذ أطلق العنان للسانه يوم السبت لقول أي شيء وفي كل الاتجاهات، متناسيا أن الحكومة التي يتحدث عنها، حزبه جزء منها، بل هو مشارك في التحالف الحكومي منذ حكومة بنكيران، وكان بنعبد الله إلى عهد قريب وزيرا في السكنى والتعمير وسياسة المدينة، ولولا تقرير مشروع الحسيمة منارة المتوسط الذي أطاح به، لكان ما يزال وزيرا.
وتأتي هذه الخرجة الأخيرة لنبيل بنعبد الله بمارتيل والتي هاجم فيها حكومة العثماني، مباشرة بعد زيارة قام بها يوم الجمعة إلى منزل الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، فما علاقة الزيارة بالوجه الجديد الذي ظهر به نبيل بنعبد الله بمارتيل؟.