شكلت 2018 سنة كل النجاحات بالنسبة للمغرب، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، حيث تمكنت المملكة من كسب دعم المنتظم الدولي لمغربية الصحراء ولمقترح الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. وتجلى هذا الدعم أساسا لدى العواصم الكبرى ولدى الأممالمتحدة على مستوى مجلس الأمن وكذا على مستوى أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، فضلا عن النجاح غير المسبوق في لجنة ال24 من خلال المشاركة التاريخية ولأول مرة لمنتخبين عن الأقاليم الجنوبية في الندوة الإقليمية لهذه الهيئة التي انعقدت في غرينادا في الفترة من 9 إلى 11 ماي 2018 وكذا في الجلسة الرئيسية لهذه اللجنة، التي انعقدت في نيويورك خلال شهر يونيو الماضي.
كما تجسد هذا النجاح الذي حققته الجهود الدبلوماسية للمملكة من خلال المائدة المستديرة التي نظمت في جنيف، والتي تميزت بمشاركة الجزائر، لأول مرة، كطرف رئيسي في العملية السياسية المتعلقة بالصحراء المغربية، وذلك وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2440.
وفي أكتوبر الماضي، توج بحث قضية الصحراء المغربية على مستوى اللجنة الرابعة باعتماد قرار يجدد تأكيد دعمه للعملية السياسية تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة، من أجل التوصل "لحل سياسي واقعي وعملي ودائم يقوم على التوافق".
وقد اتسم هذا الدعم الدولي، الذي تردد صداه في أروقة الأممالمتحدة، بطابع الإجماع على مساندة سيادة المغرب الثابتة على كافة ترابه الوطني، مع الإشادة بالتنمية والتقدم والازدهار الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية، في إطار مقاربة مواطنة وديمقراطية تسمح لساكنة هذا الجزء من المملكة بتملك مصيرها وبأن تكون طرفا فاعلا في تحديد التوجهات الاستراتيجية ليس لمنطقتها فحسب، بل للوطن أيضا.