علقت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الاثنين، على الجدل الذي أثاره منع أداء الصلاة بالمدارس والمؤسسات التعليمية، بقرار من وزارة التربية الوطنية، مشيرة إلى أنه إزاء ضعف الدولة، فإن الأسلمة والأصولية اجتاحتا جميع الفضاءات، بل وحتى كافة المؤسسات. وكشفت صحيفة "ليبيرتي"، حول هذا الموضوع، أن التصريحات الأخيرة لوزيرة التربية الوطنية، نورية بنغبريت، بخصوص منع الصلاة بالمدارس لم تمر مرور الكرام على منتقديها، والدوائر الإسلاموية والمحافظة، التي انقضت على هذه الفرصة لممارسة "رياضتها المفضلة".
وأضافت الصحيفة، تحت عنوان "الحكومة الخرساء"، أن هذا الموقف الحكومي عرى عن اختلال مثير للقلق في المؤسسات ويظهر أن المعركة ضد الأصولية ليست أولوية نظام منشغل ببقائه.
وسجلت أن الإسلاميين، المستعدين دائما للرفع من حدة لهجتهم عندما يتعلق الأمر بالمدرسة، يعتبرون المؤسسة التربوية بمثابة غنيمة لا ينبغي التخلي عنها مهما كلف الأمر، مبرزة أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الإسلاميون وزيرة التربية الوطنية، ما دامت هذه الأخيرة لا تساير توجهاتهم السياسية والعقائدية.
وأضافت أن تدبير الإسلاموية داخل المجتمع منذ الانتصار المواطن على الإرهاب لم يعد يخفى على أحد، موضحة أن الدغمائية الدينية تقوت إلى الحد الذي أصبح من الصعب معه اليوم على أي مسؤول، مهما بلغت درجة اقتناعه بالخطر، إيجاد حل للوضع بمفرده.
من جهتها، لاحظت صحيفة "الوطن" أنه لم يسبق قط أن تعرض أحد أعضاء الحكومة لهذا السيل من الانتقادات، بما في ذلك من طرف وسائل الإعلام الخاصة المدعومة من قبل النظام، مثل ما تعرضت له وزيرة التربية الوطنية، نورية بنغبريت.
وكشفت الصحيفة، أنه بالنسبة للإسلاميين، فإن قرار منع الصلاة داخل المدارس هو تهديد لإديولوجيتهم لأنهم يرون أنه ومن أجل خلق مجتمع إسلامي، يتعين البدء بمراقبة التربية الوطنية، كما فعل طالبان في أفغانستان.
وسجلت أنه كلما سنحت لهم الفرصة يعود الإسلاميون–البعثيون إلى توجيه الاتهامات، موضحة أنه كان يكفي أن تقول وزيرة التربية الوطنية إنه يتعين حماية المدرسة من الإيديولوجيا ليطلقوا العنان لأنفسهم مجددا، معبرة عن أسفها إزاء ضعف الدولة، حيث حول أئمة أقسامهم إلى فضاءات للعبادة، وندد بعض خطباء الجمعة ب"يهودية" عدوة الإسلام.
وأكدت صحف أخرى، أنه باستغلال تراجعات المجتمع ودولته، منذ سنة 1988 على الأقل، ما فتئ التشدد ينتشر إلى حد التحكم في المجتمع وجزء كبير من المؤسسات، موضحة "أننا اليوم لم نعد نتوفر على مدرسة تابعة للجمهورية، حيث لا يراقب الأولياء تأثيرات هذا الاستغلال الطائفي، بها مدرسون دعاة حولوها إلى مركز لتكوين نساك غير متسامحين".