دأبت وسائل الاعلام المغربية كل سنة، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة، على التطرق لوضعية النساء وذكر مختلف الإصلاحات والأشواط التي قطعها المغرب في مجال تحسين شروط عيش المرأة وتحقيق المساواة بينها وبين الرجل، في شتى المجالات.. وغالبا ما يتم التركيز على تهنئة النساء بهذه المناسبة والاحتفاء ببعض الناجحات منهن، حيث يتم التطرق إلى مساراتهن وكيف وصلن إلى ما هن عليه الآن، إلا ان العديد من المنابر المغربية لا تلتفت إلى واقع بعض الفئات اللائي يعشن في ظروف صعبة بسبب وضعهن كنساء او بسبب ظروفهن الاجتماعية او انتمائهن إلى العالم القروي الذي لا يزال يرزح تحت وطأة ظروف قاسية بعيدة عن خطابات الحكومة وما تبشر به من انجازات في مجال تمكين المرأة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا...
اخترنا هذه السنة الوقوف على حالة ثلاث شقيقات يعشن بدوار مولاي شكاكان بجماعة الغربية، إقليمسيدي بنور، جهة الدارالبيضاءسطات، في ظروف صعبة لا علاقة لها بخطابات الحكومية في مجال تمكين المرأة ومساواتها مع الرجل..
وتعاني عائشة فقير، من مواليد 11 ابريل 1975، بجماعة الغربية سيدي بنور، وشقيقتاها فتيحة فقير، المزدادة سنة 15 مارس 1980، وأمينة المولودة في 25 نونبر 1985، من إعاقة حركية جعلتهن مقعدات منذ ولادتهن..
اختيار تسليط الضوء على واقع الشقيقات "فقير"، يرجع بالأساس إلى مأساتهن التي تكالبت فيها شروط العيش في القرية التي تعرف تهميشا بالمقارنة مع المرأة في المناطق الحضرية او وكذا وضعن كنساء بالإضافة إلى واقع الإعاقة الذي يفرض عليهن المكوث في المنزل، في غياب الوسائل التي تمكنهن من الإندماج في المجتمع..
واقع حال الشقيقات الثلاث يكشف بالملموس عن ما تعانيه المرأة في القرية خاصة عندما تعاني من الإعاقة التي تزيد من تأزيم وضعها كامرأة في مجتمع لا يرحم، وهو ما جعل الشقيقات يطالبن من خلال هذا الشريط من المحسنين والجهات المسؤولة بمساعدتهن لتجاوز هذا الواقع المؤلم وتمكينهن من الوسائل والامكانيات المجابهة ظروف العيش القاهرة..
وكل سنة ونساء القرية والجبل وكل النساء ذوات الاحتياجات الخاصة، بألف خير..