أعلنت الأممالمتحدة استقالة هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، من منصبه متذرعة بالأسباب الصحية، التي قد تكون صحيحة أو غير صحيحة، لأنه على العموم لم يعد مرغوبا فيه مغربيا قبل غيره، إذ لم يخف المغرب دائما معارضته لرغبة المبعوث الشخصي في إشراك الاتحاد الإفريقي في تسوية قضية الصحراء. إذ ظل المغرب متمسكا بالحل الأممي وأن الاتحاد الإفريقي لا يمكن أن يكون جزءا من الحل لأنه كان في وقت من الأوقات جزءا من المشكل. وربطت بعض المصادر بين الاستقالة والزيارة التي قام بها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي بقيت بعيدة عن أعين الإعلام، وقام المغرب منذ مدة بحملة ديبلوماسية واسعة في اتجاه العديد من البلدان المؤثرة في قضية الصحراء قصد توضيح الأخطاء التي ارتكبها الألماني كوهلر.
وتبقى الأسباب الصحية، الذريعة التي تعللت بها الأممالمتحدة، هي الصورة الديبلوماسية للاستقالة، التي جاءت نتيجة الرفض المغربي لسلوكات الرئيس الألماني السابق، الذي لم يبد حياده في الملف ولم يكتف بكونه مجرد وسيط في تقريب وجهات النظر. وجاء بيان وزارة الخارجية متوازنا، أو ما يعرف عند المغاربة ب"الصواب"، لكن في العمق يعتبر مرضا في طريق الحل السلمي.
وجددت المملكة المغربية دعمها لجهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، وسيظل المغرب ملتزما بالتوصل إلى حل سياسي واقعي، براغماتي ومستدام، قائم على التوافق، وذلك في إطار مبادرة الحكم الذاتي، وفق ما جاء في بيان الخارجية، وهي رسالة جديدة إلى المنتظم الدولي وأساسا إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريس حتى يختار مبعوثا شخصيا بمواصفات الحياد والموضوعية والمهنية في إدارة الصراعات داخل جغرافية سياسية مضطربة، يلعب فيها المغرب دورا رائدا في ضمان الأمن والاستقرار.
لكن استعداد المغرب للحل السلمي، والتعبير عن استعداده للتعاون مع المبعوث الشخصي، مهما كانت نواياه، لا يعني أن المغرب ممكن أن يفرط في مصالحه، بل هي أولوية الأولويات ولا يمكن تجاوزه بتاتا، وقد تمكن على مدى أربعين سنة من تحدي التدفق المالي الجزائري، الذي كانت وما زالت تقدمه كرشا للعديد من الشخصيات والجهات.
ويمكن رؤية بشائر التحولات على المنطقة بعد الحراك الجزائري، الذي قد ينهي هذه الأسطورة التي عمرت طويلا، وشرع المحتجون في رفع شعارات تطالب بطرد البوليساريو وفتح الحدود مع المغرب.