قال عبد الفتاح الفاتحي، الخبير والمتخصص في شؤون الصحراء المغربية، إن تصريح الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني يعد تطورا حقيقيا لإمكانية إفراز الحراك الجزائري الشعبي لسياسة إقليمية جزائرية تجاه جيرانها، ومن شأن ذلك أن يطوي خلافات أنهكت قوى الشعوب المغاربية. وأضاف الدكتور الفاتحي في تصريح أن تصريح سعداني جاء في مرحلة فاصلة عشية اجتماع مناقشة مجلس الأمن الدولي حول الصحراء من أجل تمديد ولاية بعثة المينورسيو لولاية جديدة، وهو ما يعطي لهذا التصريح دلالة بالغا وبداية إشراق و انبلاج لتطور في الموقف السياسي الجزائري من قضية الصحراء، سيما أنه لم يصدر لحد الآن أي تصريح رسمي يدين هذا الموقف. ويضيف الخبير والمتخصص في شؤون الصحراء المغربية، أن عمار سعداني تحدث عن تأصيل مغربية الصحراء تاريخيا، حيث التأكيد على أنها اقتطعت من المغرب عقب مؤتمر برلين الاستعماري المنعقد بين 1884 /1885 والذي منح اسبانيا احتلال مدينة الداخلة ومنها باقي أراضي الصحراء. بالتأكيد يؤكد الفاتحي، أن سعداني رجل السياسة الجزائر المخضرم، يسند موقفه هذا بالنظر إلى أفاق الجيوساسية الجديدة في منطقة شمال إفريقيا وفي إفريقيا بحكم التغيرات القوية التي فرضها المغرب مؤخرا بعودته إلى الاتحاد الأفريقي وتقوية سياسته الخارجية نحو إفريقيا وتطور دبلوماسيته الناعمة الاقتصادية والثقافية في إفريقيا. وبالنظر ايضا إلى التحولات السياسية الجديدة في تونس وكذا الحراك السياسي الجزائري والتطورات في ليبيا من شأن ذلك أن يضغط بشكل قوي في اتجاه الارتكاز على المصالح الاقتصادية بدل تعطيلها بقضايا سياسية كنزاع الصحراء. واسترسل المتحدث نفسه، في القول إن من حسنات الحراك الشعبي في الجزائر هي طرح مطلب المساءلة واجتثاث الفساد، وطبيعي أن يعيد الجزائريون النظر في الإمكانات المالية الكبيرة التي رصدت لقيادات جبهة البوليساريو في العواصم العالمية، حيث تحملت الجزائر كلفة مالية هائلة دون أن يتحقق من أهداف المراهنة على البوليساريو أي نتيجة، وهو ما لمح إليها عمار بالقول إنه على الرغم مما رصد للبوليساريو فإنها لم تتجاوز قمم الزجاجة. وخلص الفاتحي إلى القول إن الساسة الجزائريون يبدو أنهم باتوا مقتنعين بضرورة تبديل سياستهم الإقليمية، والعمل على ضرورة الاستفادة من إحياء بناء المغرب الكبير، سيما أن المغرب كثيرا ما جدد الدعوة إلى الجزائر (سياسية اليد الممدودة)، ومنها دعوة الملك محمد السادس باقتراح لجنة لحل المشكلات الخلافية التي تعطل فتح الحدود بين البلدين.