كثير من الناس يحبون القراءة ويجدون فيها متعة خاصة واستثنائية، ولكن على الجانب الآخر، يوجد من يتلذذ بالقراءة لدقائق قليلة وحسب، رغبة في اكتساب ما بها من معلومات أو مشاعر أحيانا، دون أن يطيل النظر فيما تحوي من أحرف وكلمات متشابكة وكثيرة، وهو الذي غالبا ما يجد صعوبة ومشقة في الاطلاع على الكتب ذات الأعداد الضخمة من الصفحات. إنه مأزق يمكن حله ببساطة، من خلال اتباع بعض القواعد السهلة، ستساعد على استخلاص أهم ما في الكتاب دون أن يتم القراءة منها إلا أقل القليل.
الملخص قراءة الشرح المرفق بواسطة الناشر، بالإضافة إلى آراء الجمهور من خلال مواقع الإنترنت، قد تحل جزءا كبيرا من الأزمة، بينما تعد قراءة أول بضع صفحات وآخر صفحة من الكتاب، إضافة تمكنك من فهم كل ما يحويه، وهي بالمناسبة الوسيلة المثلى التي يلجأ لها المحررون ورؤساء التحرير والعاملين في هذا المجال، من أجل تقييم هذا الكم الهائل من الكتب المنتشرة في المكتبات وعلى صفحات الإنترنت.
الرأي ليست القضية في معرفة الشخصيات أو الحبكة الموجودة بداخل رواية أو قصة قصيرة ما، بل هي ترتكز على قدرتك في استنتاج رأي ما، وهو ما يمكن الحصول عليه من خلال أحد الأصدقاء الذين قرؤوا تلك الرواية بالفعل، أو حتى من خلال الخروج برأي معاكس لذلك الرأي، وهو أمر ماكر يتطلب شجاعة كبيرة من جانبك، حيث ستذكر رأيا معاكسا لرأي آخر في قصة أو كتاب لم تقرأه من الأساس.
الأسلوب قد يكون من المستحيل أن تتمكن من معرفة أسلوب أو طريقة كتابة رواية ما، دون قراءة الكتاب، أو من خلال فقط الاطلاع على الملخص أو آراء القراء. لذا يفضل البدء في قراءة الكتاب من بدايته، وتقليب صفحاته في المناطق التي تشعر فيها بالملل، والوصول للفكرة الأساسية ولروح الكتابة من خلال ذلك، وهي طريقة يتبعها الكثيرون من أجل معرفة مغزى الكتاب بدقة، دون أن يقرؤوه من البداية للنهاية، فهي أشبه بالمهارة التي يمكن اكتسابها مع الوقت ومع الممارسة كذلك.
وفي النهاية، فإن الهدف الرئيسي من القراءة هو تغذية الروح وزيادة الثقافة والمعرفة، وليس التظاهر بالثقافة والمعرفة!
