بشراكة مع المجلس الاقليمي لتطوان، نظمت جمعية قلوب تطاونية، مساء أمس الجمعة بالمركز السوسيوثقافي بتطوان، ندوة تحسيسية للبحث في سبل ادماج مرضى الادمان المتعافين. وعرفت الندوة مشاركة متميزة لعدد من المحاضرين الذين قاربوا الموضوع من زوايا مختلفة، مؤكدين مجتمعين على ضرورة تظافر جهود مختلف المتدخلين الرسمين والمدنين لتجاوز الصعوبات التي تحول دون إدماج مرضى الادمان المتعافين. السيد فؤاد الماكي مدير السجن المحلي بتطوان أوضح في مداخلته الأدوار التي أصبحت تضطلع بها مندوبية السجون في تطويق ظاهرة تعاطي المخدرات، حيث قدم أرقاما ونماذج من سجن تطوان الذي استطاع مسؤولوه في عهده إنهاء تداول المخدرات داخله كما نهج برنامجا خاصا لتحفيز مرضى الادمان على الاقلاع مقدما نماذج لحالات تمكنت من التعافي داخل المؤسسة السجنية. من جانبه أوضح الدكتور أحمد الطرماش الخطيب والأستاذ الجامعي، دور القيم الدينية في المساهمة في الحد من الظاهرة ومساعدة المرضى المتعافين على عدم العودة مرة أخرى للتعاطي، عبر ممارستها بشكل علمي يمزج بين المنهج الديني للاسلام السمح وعلمي الاجتماع والنفس، مؤكدا أن الخطوة الأولى تبدأ من الشخص نفسه إن كان يملك الارادة والعزم. رئيس جمعية امل لدعم مرضى الادمان على المخدرات “محمد سعيد السوسي” حلل بالشرح والتوضيح خلال مداخلته أسباب انتشار المخدرات بشمال المغرب وأنواعها ودور المجتمع المدني وحدود علاقته بمؤسسات الدولة المتخصصة في علاج مرضى الادمان وادماجهم، مؤكدا أن عملية الادماج تتطلب تدخلا متعددا من الدولة والمؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني، مع مراعات مختلف الزوايا التي يجب التدخل من عبر ابتداءا من الأسرة وصولا إلى سوق الشغل. الخبير في مجال التنمية الذاتية زهير الروكاني استعرض في درس شيق سبل تحفيز الجوانب الايجابية في شخصية الانسان وكيفية تقوية الطاقة الايجابية في العقل، مؤكدا أن الارادة والبحث عن التغيير نحو الافضل أمر ممكن جدا، حيث استعرض قصة مليونير امريكي ساهمت ظروفه منذ مولده على سقوطه في براثن الادمان والجريمة والسجن قبل أن تتغير حياته رأسا على عقب عندما قرر بداية مسار جديد في حياته. وخلصت الندوة في نهايتها بعد نقاش وتفاعل بين المحاضرين والحضور إلى عدد من الخلاصات والتوصيات التي تعهد رئيس المجلس الاقليمي لتطوان “العربي المطني” على المساهمة في تفعيلها مؤكدا انخراط مجلسه في البحث عن سبل الوقاية والادماج في مجال 0فة المخدرات.