إلى الاعزاء …أحمد كريم سعيد مصطفى لمياء العربي والاخرون… هو كومندو. نعم كومندو يشن حربا ضد الموت . حربا في كل يوم في كل ساعة في كل لحظة وحين. شعاره لا للموت. دعك من القضاء والقدر…نعلم جميعا ويعلمون هم أيضا أن الموت علينا حق… وكل نفس ذائقة الموت ..وكل تلك الجمل المسكوكة بلغة الفقهاء والعامة وكل ذلك الكلام المسلم به..هنا شعارنا لا للموت نعم للحياة. هنا هم صناع الحياة أما أنا فمجرد كاتب يهوى تسليط الضوء على من يصنعون الحياة ويستحقون …الضوء والحياة. ليسوا في حاجة لأوسمة كتلك التي يوشح بها فسدة الجامعات من باعة الشواهد. فقط يريدون بسمة وحبا وبعض تقدير. عندما يرتدون الوزرة البيضاء التي لم تعد شديدة البياض كما كانت …فقد داهمها سواد الاحتجاج على الاوضاع المزرية والمهينة وزادها تطفل المتطفلين وتهاون المتهاونين سوادا على سواد. عندما يرتدون الوزرة يتركون خلفهم كل شيء.أحلامهم الصغيرة . وأحلام صغارهم الكبيرة. يتركون الامهم وآلامهن..الكوفيد يقتات منهم ومنهن ولا يكترتن ولا يهتمون. إنهم في الحرب الدائمة لصنع شبه حياة لشبه أموات في شبه وطن. إنهم صناع الحياة… دعك من التراب إني أحدثك عن الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي. دعك من النحاس إني أحدثك عن الذهب…الذهب الخالص. دعك من الحلوى البايتة التي احتلت كل الفراغات إني أحدثك عن العسل الحر…القادم وزان أو براري الشرق المغربي العميق والاصيل إنهم مغاربة ومغربيات من الهامش العميق أو الغريق ساقهم القدر الى شبه مستشفى ليصنعوا حياة لمن لا حياة لهم. عندما يرتدون الوزرة ينسون الموقف النقابي والتقدير السياسي وكل الانتماءات وحده قسم ابيقور وعهد أمام الله والوطن ما يحكم ويتحكم. يحملون معهم قلوبهم …قلوبهن فقط التي لو نظرت اليها لنسيت حجم السواد تحت العيون الذي يتناسوا إخفاءه ببعض مساحيق. لو نظرت جهة القلب لحظة عودة التنفس لرضيع.أو لحظتما تفتح عين أم غائبة عن الوعي لأيام. أو لحظة عودة الحياة لشاب غادرها بعد عملية جراحية..أنظر لخفقان قلوبهم فرحة حينها. لحظة الانعاش اروع اللحظات لحظة عودة الحياة … إنهم يحيون الموتى. دعك من لحظة غضب عابر أو لحظة تعب قاهر.إنهم آلهة يهبون الحياة ضدا على رغبة الموت المتربص في الزوايا. وقد قال عز من قائل ومن احياها كمن أحيا الناس جميعا. حكى لي صديق مرة عن حالة توقف قلب لعجوز لمدة اعتقد الكل أن لا أمل في عودته للحركة, لكن الايمان بأن الحياة حق وخبرة أحد الاطباء أعادته للحياة من جديد. كم طفلا رضيعا وكم أما وكم وكم…ممن اعيدوا للحياة بعد انقطاع؟؟ دعك من الفسدة …ألق الضوء جهة الصالحات والصالحين. دعك من الظلام…انظر جهة الشمس. دعك من النحاس…إني احدثك عن الذهب. الذهب الخالص القادم من كل هوامش الوطن