بعد مضي عام على إعلان حالة الطوارئ الصحية فوق جميع التراب المغربي كوسيلة ل"إبقاء كورونا تحت السيطرة " و تم تمديد حالة الطوارئ الصحية لعدة مرات حتى 10 مارس2021 الجاري ، وقد أدى إلى الإغلاق العام لوكالات الأسفار و السياحية و الوحدات الفندقية و المنتجعات السياحية بالمنطقة . بينما إنتعشت نسبيا المقاهي والمطعم رغم قرارات الإغلاق المتخذة من طرف السلطات المحلية في الساعات الأولى من الليل في وجه زبنائهم . إذن هي بداية حرب إقتصادية طاحنة ، و شكلت السياحة إحدى أهم ضحاياها ، فمند إعلان وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت ̈ ̈ قرار إعلان حالة الطوارئ و ما تلاه من قرارات و مراسيم تفرض قيودا على السياحة في المغرب . لقد أدت قرارات تمديد حالة الطوارئ المتوالية بالمغرب إلى تعميق أزمات وكالات الأسفار و الفنادق بتطوان و النواحي و كبدتهم خسائر كبيرة. ومن ناحية أخرى أعدمت الخيارات أمام زبنائهم من السياح وحرمتهم من وجهاتهم المفضلة . فتات CNSS وغياب البدائل في الخامس من غشت 2020 أعلن بيان لصندوق الضمان الإجتماعي ، أن الصندوق قرر صرف تعويضات مالية عبارة عن دعم للموظفين، والمرشدين السياحيين العاملين بالقطاع، "في إطار مواكبة المقاولات السياحية التي توجد في وضعية صعبة، جراء الحالة الوبائية الراهنة". عقب توقيع اتفاقية ثلاثية الأطراف، بين وزارة السياحة المغربية والكونفيدرالية الوطنية للسياحة (نقابة مهنية)، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي . و أضاف بيان CNSS ، أن تعويض جزافي شهري ممول من الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا، وقدره 2000 درهم ، ابتداء من يوليو 2020 وحتى ديسمبر2020 الماضي . و إشترط CNSS على أنه لا يحق لآي " موظف " أو " عامل " بالقطاع أن يستفيد من الدعم ما لم يكن مصرحا به من طرف الأجير " الشركة " لدى الصندوق خلال شهر فبراير 2020 . أنه من الصعب تخيل "صدقة " بقيمة 2000 درهم شهريا ل " موظف " بقطاع السياحة سواء كان وكالة أسفار أو فندق أو نقل سياحي أو مرشد سياحي. أمام إستمرار حالة العجز الكلي و الشلل التام الذي ضرب وكالات الأسفار تسعى هذه الأخيرة إلى إيجاد بدائل لأنشطتها ، ولكنها تواجه مشاكل عديدة من أبرزها الوضع الإقتصادي الصعب بالمدينة بعد إغلاق معبر باب سبتة و وقف بيع تذاكر السفر عبر ميناء سبتة و طنجة المتوسط في وجه الرحلات البحرية العادية باعتبارهما الوجهتين الوحيدتين القادرتين على استيعاب السياح الوافدين على المغرب . وبالحديث عن الخسائر التي تتكبدها وكالات الأسفار بتطوان ، قال المتحدث بإسم وكالة الأسفار و السياحة «حفيظ أبوسلامة » أن تمديد الحظر على هاتين الوجهتين " سبتة و ميناء طنجة المتوسط " سيضع وكالات الأسفار بتطوان في مواجهة تحديات خطيرة . خسائر … و إكراهات وأضاف مدير شركة أميكوس فياخيس أن وكالات الأسفار بتطوان تلقت ضربة قوية، ويعتقد بأن الأزمة الحالية ستطول بسبب ارتباط الوكالات في تطوان بشكل قوي بميناء سبتة و طنجة المتوسط ، ناهيك عن وجهة تركيا . وأعرب «حفيظ أبوسلامة » عن أمله بأن تتحرك الحكومة المغربية ممثلة في وزارة السياحة و الهيئات المهنية في المجال لإيجاد حلول عاجلة لتعويض وكالات الأسفار بتطوان عن النزيف الغير المتوقف للخسائر التي تلحق بها ، و الوقوف إلى جانب تلك التي تراوح قضايا تعتبر طرفا فيها أمام محاكم المدينة ، فيما يتعلق بعقود الإيجار والمرتبات العالقة الخاصة بالموظفين و العمال وتكاليف الصيانة و الاشتراكات في الخدمات الضرورية ( ماء ، كهرباء ، هاتف ، تأمين … ) فهل تتحرك الهيئات المهنية بالقطاع للضغط على وزارة السياحة لتعويض خسائر وكالات السياحة والسفر الناتجة عن كورونا . و تابع «حفيظ أبوسلامة » قائلا هناك من أقفل وكالته وفقد الأمل في العودة، وهناك من أقفل نهائيا بعد أن تكبد خسائر كبيرة. وقد إستغل البعض الإغلاق وبدء عمليات ترميم وصيانة استعدادا للعام 2021. مضيفا "إنها ليست أزمة مؤقتة، الوضع طال أكثر من اللازم، ولا نعرف أي منحى ستتخذه الحرب ضد كورونا مستقبلا " . قواعد اللعبة تتغير.. والعقلية لا تتغير منذ أن تلقّت الوكالات الضربة الموجعة في بداية العام الماضي (مارس 2020) ، أدارت الحكومة و معها الفاعلون المهنيون في القطاع ظهورهم للوكالات ، و كان أول فعل هو حرمان الوكالات من بيع و حجز تذاكر السفر التقليدية للرحلات البحرية الإستثنائية و تم منحها بالكامل ل " الفاعلين " بوسائل الحجز السريع عبر الإنترنت من خلال المواقع الرسمية لها دون الإحالة إلى وسيط يتولى عملية الحجز وضبط برامج الرحلات كما كان معمول به في السابق . توالت الضربات الموجهة لوكالات الأسفار بتطوان من خلال إقدام أحد الفاعلين في الملاحة الجوية علي فتح مكتب لها بتطوان و بالتالي حرمان الوكالات من النسبة المئوية للربح التي كانوا يحصلون عليها من "الفاعل" مما يجعل نزيفها مستمرا من الخسائر، في الوقت الذي يحقق " الفاعل" مكاسب كبرى ويستحوذ على كل الحصص تقريبا في سوق بيع تذاكر الطيران ." فمن رخص لهذا "الفاعل" بفتح مكتب له بتطوان ؟ . أمال التعافي وأوضح «حفيظ أبوسلامة » الذي يعمل وكيلا للأسفار بتطوان ، أنه لم يشهد موسما سياحيا صعبا مثل 2020 ، و ليست لدينا أي ضمانات تتعلق بتعافي القطاع السياحي بتطوان الذي لا يتمتع بقاعدة صلبة ، ناهيك عن مواجهة عدوا مجهريا أكثر خطورة، حيث لا تعرف إلى أي مدى سوف تستمر تأثيراته. وأوضح الخبير المغربي هشام الناصري الغزالي المختص في الشؤون الإقتصادية ، أن القطاع السياحي بتطوان لم تعرف تطوان قهراً من قبل ، ولا كسادا من بعده. اليوم وقد مر على ذلك نحو عام ، لا تزال بطن تطوان في شقها الإقتصادي الخدماتي " السياحي " تعج بالإنتكاسات و العثرات التي لم تنفجر بعد . و أضاف الدكتور الغزالي أن يملكون سلطة القرار و قرار السلطة بتطوان عاجزون عن استثمار مساحتها من أراضيها الفارغة ، و ميزاتها و خصوصياتها الثلاثية (جبل – بحر – مدينة قديمة ) و يؤكد هشام الناصري الغزالي أن مشاكل تطوان في شقها السياحي صغيرة لكن تعنت المخزن يجعلها في نظر العامة كبيرة ، مفيدا أن ثلاث سنوات كافية للنهوض بها و تحويلها الى كوسطا ديل سول .