إذا كان الكلاسيكو الاسباني للدوري الاسباني الممتاز ( الليغا ) يشد إليه الأنظار، واهتمام كل المهتمين بالشأن الرياضي لجارتنا بالشمال فلأنه يجرى ذهابا وإيابا بمنطقتين مهمتين باسبانيا : منطقة مدريد ومنطقة برشلونة، ولأن هناك أيضا ديربي لا يخلو هو الآخر من الاهتمام والتتبع وأحيانا يتعدى المجابهة والتنافس، التي تميز المباريات الكلاسيكية وأعني به ديربي مدريد الكبير بين الغريمين العنيدين الريال والاتلتيكو ، بحيث أن الرقم المسجل حاليا بين الجانبين في اللقاءات الرسمية وصل عددها 288 ب 149 انتصار للريال مقابل 71 للأتلتيكو و 68 تعادل . و يرجع أول لقاء بين الجانبين الى الثاني من دجنبر 1906 ببطولة مدريد، و آخرها يوم 12 دجنبر 2020 برسم الدورة 13 من بطولة الدوري الاسباني (الليغا ) لهذا الموسم والذي انتهى بهدفين لصفر لصالح الريال، ولقاء العودة برسم الدورة 26 يوم الأحد القادم على الساعة الرابعة والربع . بالنسبة للقاء وما يميزه بالإضافة للعوامل التي تطرقت اليها والمتعلقة ببطولة الدوري الاسباني الممثاز بينهما فهناك عوامل موضوعية ونفسية/معنوية متحكمة والتي يحاول كل واحد منهما إبراز قوته وتفوقه في المحيط المدريدي : من خلال الانتدابات السنوية والمداخيل المالية المتنوعة والتنافس كل موسم في جميع الواجهات على مختلف الألقاب المحلية والأوروبية. والتحدث عن هذه المواجهة القوية التي تميز مسيرتهما الرياضية، هناك موسمين لا يمكن نسيانهما بسهولة بالنسبة لأشبال دييغو سيميوني، الهزيمة القاسية في نهاية عصبة الأبطال بلشبونة 2014 أمام الغريم العنيد الريال حيث كان الاتلتيكو على وشك الفوز في الدقيقة 90 لكن سيرغيو راموس كان له رأي أخر مسجلا هدف التعادل الذي دفع بالمباراة النهائية الى الأشواط الإضافية وكان الفوز للريال بحصة ( 4-1) وتحت قيادة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وكانت الكأس العاشرة. بعد ذلك بعامين وهذه المرة بميلانو 2016 يعيد الريال تكرارها مرة اخرى ليحرم الاتلتيكو للمرة الثانية من اللقب بركلات الترجيح ويحقق كأسه الحادية عشرة . و من هنا يتضح جليا حدة التنافس وقوته في كل مواجهة تجمعهما، ولقاء هذا الأحد حلقة متكررة لهذه المواجهات لإثبات الذات من جهة، ولتأكيد أن أتلتيكو مدريد الأقوى هذا الموسم في بطولة الدوري من جهة اخرى، بحكم الفارق بينهما والذي سيمكن الريال من تقليصه في حالة الانتصار أو الابتعاد عن الصدارة في حالة الهزيمة بثمانية نقط وبمقابلة ناقصة للخصم. دييغو سيميوني مدرب الاتلتيكو يتوفر في هذا اللقاء على مجموعة من الاختيارات الكفيلة لتعزيز الخطوط الثلاثة : اللعب بخمس مدافعين ووسط مشكل من ثلاثة لسد كل الفراغات وتضييق المساحات في حين نجد ان اختيارات زين الدين زيدان محدودة، نظرا لكثرة الاصابات وبأماكن حساسة في الدفاع والهجوم وبالتالي اللعب بنهج خطة 4-4-2 معتمدا على جاهزية وإبداعات لاعبيه في الوسط. إنها بحق مباراة سيميوني وزيدان بإمتياز.