سيكون يومه الأحد 7 مارس 2021 حاسما على المستوى المؤسساتي لنادي برشلونة لإنتخاب الرئيس الجديد من ضمن الثلاثي الذي ضمن المشاركة فيها لتحديد استراتيجيات العمل والمناهج الفاعلة والناجعة لنادي من قيمة البرصا على المدى القريب والمتوسط، في انتخابات سابقة لآوانها بعد الاستقالة المفاجئة للرئيس خوسي ماريا برتوميو نتيجة مجموعة من التراكمات في المواسم المنصرمة والتي تعدت مستواها الإداري لتضم جوانب أخرى أكثر تعقيدا ، كان آخرها الفضيحة الكارثية المدوية"BarçaGate" و التي سبق ان تطرقنا لتفاصيلها ملخصة في متابعة سابقة . ونقلص عدد المرشحين لهذه الانتخابات من تسعة مرشحين إلى ثلاثة وهم على التوالي جوان لابورتا، فيكتور فونت وتوني فريكسا، ببرامج ومخططات ومشاريع رياضية متنوعة، وتعتبر بالتالي من أهم الإنتخابات في تاريخ النادي، إلا أن القاسم المشترك الذي يغيب عنهم جميعا هو أن النادي يعاني من وضع اقتصادي محفوف بالمخاطر والحالة المالية والاقتصادية التي يمر منها النادي والتي يمكن تلخيصها في سوء التسيير للمجلس الإداري للرئيس السابق والأضرار التي تسببت فيها جائحة الوباء COVID19 على مستوي المداخيل القارة والوصول الى وضع محدود : الخزينة فارغة واللاعبون لم يتقاضون أجورهم في وقتها وأداء مدفوعات المزودين ومستخلصات مادية تم تأجيل أداءها واستنفدت عمليات الائتمان وأغلقت البنوك عمليات صرف تسهيلات السلف. وبالرغم من كل هذا وذاك فمكانة رئيس البرصا تتمتع بقوة جذب مدهشة وبالتالي يبقى الطموح والآمال أكبر بكثير من المشاكل على الرغم من أنه يبدو صعبا على المستوى القريب، إلا أن هذه الانتخابات ستكون أكثر إهتماما في تاريخ النادي . ينافس ثلاثة مرشحين لرئاسة النادي لعل أبرزهم على الإطلاق المحامي جوان لبورتا( Joan Laporta) الذي سبق له أن ترأس البرصا من 2003 إلى 2010 و حقق السداسية التاريخية وراهن كمدرب على ابن الفريق بيب كوارديولا . ثم المقاول فيكتور فانت ( Víctor Font ) . والمحامي طوني فريكسا (Toni Freixa ). كل المرشحين يعرفون جيدا أن الوضع المالي للنادي صعب للغاية و أن هناك ديون متراكمة يمكنها أن تتجاوز 800 مليون أورو ، الشيئ الذي يتطلب رئيسا قويا وبتجربة عالية تمكنه من تجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يتخبط فيها النادي والتي لم يسجلها منذ 121سنة. الكل ببرشلونة يراهن ويطمح في انتخاب رئيس يتمتع بالقيادة والخبرة و المصداقية وبرؤية واضحة للمستقبل و كسب ثقة منخرطي النادي ويكون منفتحا على الحوار والتفاوض وأن تسود المصلحة العامة على الشخصية، لأن التغيير الذي يحتاجه برشلونة في ظل تراكم مجموعة من الاشكاليات الشائكة لن يكون سهلا او سريعا او بأقل الأضرار، لكنه ضروري. ومما زاد من حدة الازمة وتفاقمها جائحة الوباء . الرئيس المقبل يجب أن يتميز بمجموعة من الخصال وبكاريزما تلخص التواضع والكرم والأخلاق والمسؤولية. نعرف أن الحملات الانتخابية تكثر فيها الوعود الكادبة والكلام المعسول حول أشياء قد تتحقق أو لا. البداية يجب ان تكون بالأزمة المالية وتلوضع يتطلب إعطاء الأولوية للمسألة الاقتصادية ، والتفاوض على الموارد، والسيطرة على الإنفاق واستعادة الدخل، والاهم في هذه العملية الفريق الأول لكرة القدم والذي قد تكون انجازاته الرياضية عاملا يساهم في إنعاش مداخيله. الانتخابات الرئاسية ستفرز الرئيس الذي يحتاجه نادي برشلونة وهو الذي يتم اختياره من طرف المنخرطين بحس جيد و محكم . الأيام القادمة ستكشف عن العديد من الأشياء والتي ينتظرها عشاق البرصا ليس فقط في المحيط المحلي بكاتالونيا ولكن أيضا على المستوى الأوروبي و العالمي . هذا لا يمنع من الحديث عن التصريحات والتصريحات المضادة في حملة إنتخابية تسلك فيها جميع الأساليب التي تتميز بكل الأشياء الا المصداقية والشفافية والبحث عن عيوب الآخر لإبرازها وبالأدلة للتأثير على منخرطي النادي لكسب الأصوات. وكنموذج عن ذلك أشير الى ما صرح به أحد المرشحين للرئاسة المحامي طوني فريكسا ( Toni Freixa ) حيث قال : "إذا تم انتخاب لابورتا، فسيكون النادي في خطر حقيقي ، فقد ترك النادي بدين قدره 450 مليون ". كما كشف طوني فريكسا ( Toni Freixa ) أن "هناك مرشحين يكذبون باستمرار، وهناك وسائل إعلام تنشر هذا الكذب وكأنه صحيح. يحدث هذا بسبب وجود مصالح خفية. مما يبرز أن الصحافة مهتمة بفوز بعض المرشحين ". وزاد قائلا إن "هناك اهتمام بأن يكون لرئيس برشلونة الجديد لون سياسي معين. ". وهذا ضرب في العمق لإستقلالية النادي وجره لمتاهات سياسية هو في غنى عنها باسم حرية التعبير. المناظرة الاخيرة والتي نظمتها القناة التلفزية tv3 مساء الجمعة المنصرم وهي القناة التلفزيونية الرئيسية في كاتالونيا ،عرفت مشاركة المرشحين الثلاثة لرئاسة برشلونا والذين عوض التوجه للمنخرطين بالمشاريع الرياضية الناجعة والتحليل المتعمق حول القضايا الحيوية للنادي، تم انتهاج أسلوب الاتهامات المتبادلة في عملية لتحويل النقاش عن مساره والدخول في متاهات تؤكد كلها لماذا البرصا مازال يعاني وسيعاني منها نتيجة النظرة الضيقة للذين يريدون تحمل مسؤوليته . و قد كان مستقبل ليونيل ميسي بالبرصا هو الموضوع الرئيسي للنقاش في مناظرة TV3 عندما تمت مناقشة المشاريع الرياضية للمرشحين الثلاثة بالرغم من هزالتها. وكرر لابورتا أنه يثق في علاقته مع الأرجنتيني لإقناعه، ويراهن فونت على مصداقية تشافي ليكون المحاور مع ميسي، وأكد فريكسا أنهم يخططون للموسم المقبل مقتنعين بأن الأرجنتيني سيستمر. وفي أوج الحملة الإنتخابية الرئاسية وبعد إقصاء ستة مرشحين بسبب عدم التوصل الى عدد التوقيعات المسموح بها قانونيا لم أكن اعتقد انه في منطقة يدعي سياسيوها ويطالبون بدمقرطة الحياة العامة، أن بعض المرشحين لرئاسة نادي عريق من حجم البرصا يزورون الإمضاءات التي تؤهل لهذه الانتخابات. مما دفع أحدهم تقديم حالة إحالة واستنكار هذه الظروف الغريبة الى المجلس الإنتخابي. مطالبا من جميع المرشحين تسليم توقيعاتهم ( ويعني بها توقيعات المنخرطين المؤهلين للمشاركة في هذه الانتخابات ) وأن يتم التحقق منها ومن الحالات المشكوك فيها عبر مكالمة هاتفية أو رسالة نصية قصيرة . هذا وقد انطلقت هذا الصباح عملية الاقتراع لانتخاب الرئيس الجديد لبرشلونة إنطلاقا من الساعة التاسعة صباحا والى غاية الساعة التاسعة من هذا المساء . وسيتمكن الأعضاء المنخرطون من التصويت في مرافق ملعبي : كامب نو وبالاو بلاوجرانا ، وأيضا في مدن جيرونا ولييدا وتاراغونا وتورتوسا وأيضًا في أندورا. وتتميز الانتخابات بالبروتوكول الصحي الخاص بفيروس كورونا. و سيعلن هذا المساء عن نتائج هذا الاقتراع والرئيس الجديد المنتخب للنادي.