حقيقة صادمة : يبلغ طول الواجهة البحرية المغربية 3500 كلم تتوفر على أزيد من 950 نوع من الأسماك ، و رغم ذلك تعرف أسعار سوق هذه المادة الحيوية ارتفاعا مهولا ، لتطرح علامات استفهام خطيرة حول الوضع . تصدرت مدينة شفشاون و إقليمها درجات عالية في نجاح الدعوة إلى مقاطعة اقتناء الأسماك بكل أنواعها ، بعد أن أطلق شبان من المدينة و النواحي دعوة مباشرة لكل الأهالي عبر الفيسبوك و الفيديوهات تدعو لوضع حد للغلاء المهيمن على المنطقة حيث تتحكم في الأثمنة عصابة من المضاربين الذين تتغاضى السلطات عن امتصاصهم لجيوب المواطنين مقابل "رشاوى" . يقول أحد المواطنين : " المفروض مقاطعة جميع أنواع السمك وليس السردين فقط !! فالسردين وإن كان ب 30dh مقدور عليه بالنسبة للطبقة المتوسطة ، المشكل في الأنواع الأخرى التي تشتهيها الاأفس ولا تستطيع شراءها !! عار عليهم أن يرزقنا الله بثروة سمكية هائلة ويستولي عليها أصحاب الضمائر الغائبة !! عار كبير أن يكون ثمن السمك في إسبانيا أرخص من المغرب !! مع وجود فرق شاسع في الأجور ومستوى المعيشة! " هذا و قد شهدت الأسابيع الأخيرة و مطلع شهر رمضان الأبرك ارتفاعا مهولا في كل أنواع الأسماك ، حيث بلغ السردين سعر 30 درهم و الشطون 50 درهم و أما الأنواع الراقية و الضخمة فلا ينزل ثمنها عن 80 درهم للكيلو الواحد ، خاصة في مدن جهة طنجةتطوانالحسيمة ، منها الأسواق الأسبوعية كخميس المضيق و تموروت و بني دركول و ثلاثاء بواحمد و خميس انجرة و بني رزين و باقي القرى و المراكز في منطقة الشمال ن في تناقض تام مع طبيعة هذه المواقع حيث لا تبعد عن البحر سوى بامتار او كيلومترات قليلة . و في السياق ذاته لم يسلم أحد أهم مفجري هذه الحملة بشفشاون من التهديد من طرف من يهيمنون على سوق السمك ، قوبل التهديد بتضامن واسع معه من طرف النشطاء الفيسبوكيين و عموم الساكنة ، لأن الاأر يهم الجميع و لا تقف وراءه أية خلفية سياسية أو شخصية ، و في هذا أبدع الفيسبوكيون برسوماتهم و صورهم و عباراتهم الداعية إلى المقاطعة . و من النجاحات التي شهدتها حملة مقاطعة الأسمال في الشمال ، ما قامت به ساكنة بني حسان من الامتناع الكلي عن شراء و لو كيلو واحد ، مما اضطر الباعة إلى تخفيض الثمن إلى عشر10 دراهم لبعض أنواع السمك ، و رغم ذلك فلم يرضخ السكان لهذا العرض كرد فعل واع بما يقومون به ، فضلا عن استهزائهم و سخريتهم من كل من سولت له نفسه اقتناءه . و في مقريصات حدث نفس الشيئ ، حيث تجمهر السكان منددين بسعر الأسماك و محتجين على المضاربين الصغار و الكبار ، و تم جمع كل أنواع الأسماك في العربات و إرجاعه إلى اتجاهات مجهولة . يقول أحد أطر و مثقفي المنطقة عن حملة المقاطعة : " إن ساكنة القرى و المراكز بشفشاون و وزان و تطوان تسجل تقدما باهرا في الوعي بالاتفاق الجماعي بمقاطعة شراء السمك ، فيما المدن و الحواضر لا زالت تراوح مكانها ، فهل تتحول بادية المغرب بقوة وعي شبابها و حرمانه إلى محرك للتاريخ وعيا و احتجاجا و مقاطعة في حين حيث توجد الانتلجنسيا يوجد الخنوع و اللامبالاة و تسطيح الوعي و تبليده ؟؟؟ " فهل وعى المسؤولون الدرس ، أم أن الأمر لا يزال في حاجة إلى تصعيد ميداني ، يشمل بضائع أخرى تعرف سعارا في الأسعار ، للتأثير على أرباح المضاربين الجشعين و ثنيهم عن ممارساتهم غير القانونية و غير المشروعة ؟