كانت مدينة تارودانت عاصمة اقتصادية بالجنوب ،تصلها قوافل التجارة من بلاد السودان ،ويستقربها التجار الأوروبيون من مختلف الجنسيات ،كفرنسا ،إنجليز ،هولندا و إسبانيا .وعرفت خصوصا في القرن 16 ازدهارا كبيرا لصناعة السكر ،الذي كان يصدر نحو أوروبا ،وكان سببا في شهرة المدينة و في تقاطر التجار عليها . المدينة كذلك توحي كقاعدة عسكرية ،لمراقبة الطرق التجارية ،يتجلى ذلك في سورها الذي يبلغ سبعة كيلومترات ونصف وتتخلله خمسة أبواب تاريخية يتعلق الأمر ،بباب تالغونت ،أولاد بونونة ،باب الخميس،القصبة وباب الزركان .وبمجيء الحسين أمزال ،عامل المدينة ،أول شيء قام به ،أقدم على ترميم وهيكلة أسوار المدينة مما منح لها رونقا جديدا ،التي تعتبر رمز و أيقونتها ،بهندستها المتميزة التي تختلف عن باقي أسوار المدن المغربية .لكونها مكونة من ثلاثة جدران متراكمة ،وهندسة أبوابها المتميزة بالتواءاتها ،التي تكون بسيطة في حالة لعب دور تجاري ،وتصبح أكثر تعقيدا بالنسبة لباب السدرة عندما يكون دورها عسكريا حمائيا. وفي هذا الصدد أوضح الإعلامي الروداني والباحث عبدالجليل باتريش لجريدة المسار الصحفي ،أن مدينة تارودانت لها مميزات خاصة من الناحية العمرانية ،أولها التركيبة العمرانية ،و تعتبر من المدن القلائل التي حافظت على المدينة العتيقة وعلى هيكلتها الأساسية .حيث تنطلق خمسة أبواب السالفة الذكر حول ساحة اسراك .مضيفا أن خضرة البساتين و الحدائق ،خاصية تتميز بها المدينة العتيقة ،إضافة إلى النسيج العمراني والمعماري الأصيل من خلال الأبواب و الأزقة التقليدية و الصابات ،تجعل مدينة تارودانت شاهدة على تاريخ أصيل . تراث معماري زاخر ،مازالت المدينة العتيقة بتارودانت تكتنز جزء منه ،فهو الشاهد على إبداع الأجداد في المعمار ،فضلا على أنه انعكاس أتري لتراث المجتمعات و الحضارات التي بصمت تاريخ تارودانت .