في إطار تفعيلها للبرنامج العمل السنوي للأنشطة، وفي سياق متابعتها لتقييم تعلمات المتعلمين والمتعلمات، والعمل على تنزيل برنامج الدعم المندمج والخارجي على ضوء نتائج الأسدس الأول من الموسم الدراسي الجاري 2018/2019، وبناء على مخرجات القراءة السيكو – تربوية التي قام بها مجلس قسم المستوى السادس لنتائج هذا الأسدس الأول، خصوصا ما تعلق منها بنتائج الامتحان الموحد المحلي، والتي أبانت، بالملموس، عن حاجة ملحة لدى بعض متعلمي ومتعلمات هذا المستوى الإشهادي لدعم نفسي خاص يرفع حاجز الخوف، والتردد، واللاثقة لديهم، مما يؤثر سلبا على ولوجهم السلس غمار هذا الاستحقاق الهام، كما على النتائج المحصلة، وسعيا إلى التهييء النفسي لتلاميذ هذا المستوى الإشهادي للامتحان الموحد الإقليمي، الأساس والمصيري؛ نظمت مدرسة البراعم الابتدائية، يوم السبت 23 فبراير 2019، على الساعة الثالثة زوالا، دورة تكوينية / تدريبية لفائدة تلاميذ وتلميذات المستوى الإشهادي (السادس)، تحت إشراف إدارة المؤسسة، والسيدة والسادة أساتذة المستوى، وبتأطير من الأستاذة المدربة فاضنة كمال، تمحورت حول موضوع: “الوعي الذاتي” تحت شعار:” ثقتي في نفسي سر نجاحي”. استهلت الأستاذة محاضرتها بمطالبة التلاميذ المشاركين في الدورة بإعداد ورقة بطريقة خاصة، وتسجيل أسمائهم، وأحلامهم التي يريدون تحقيقها في المستقبل، قبل أن تطالبهم بنفخ بالونات، بألوان مختلفة، والتعبير عن شعورهم بعد عملية النفخ، مع الحرص على الإمساك بالبالونة بين الأيدي، أثناء التعبير. فكانت المشاعر مختلفة وشتى، وتفرقت بين الفرح والحزن، والدهشة والثقة، والخوف و الطمأنينة… لتنطلق إلى المرحلة الثانية، حيث وزعت الأستاذة المدربة على التلاميذ وريقات مكتوب عليها تقديرات إيجابية في حق كل واحد وواحدة من المشاركين والمشاركات، وطلبت من الجميع قراءتها والاحتفاظ بها. ثم سألتهم، مرة أخرى، عن مشاعرهم بعد قراءة هذه الوريقات. فكانت الإجابات، جميعها، تنضح بعبارات جميلة، ورائعة، ينتظمها شعور إيجابي بما أصبحت تُكِنُّهُ الذات من فرح، وسرور، وروعة، وثقة،… فكانت هذه المقدمة الرائعة، المنطلق المثير الذي فتح شهية المشاركين والمشاركات في هذه الدورة التدريبية. حيث أحس الجميع أن شيئا مَا تغير في دواخلهم، وأصبح لهم ولذواتهم مع الحياة، والمحيط، والمدرسة، والأقران، معنىً. فكان الانخراط الإيجابي والرائع مع بقية العرض الماتع، الذي استمر لأزيد من ثلاث ساعات، دون كلل ولا ملل، وانتهى بنشاط، وحيوية لاحظناها في صفوف الجميع، خصوصا في صفوف الحالات الخاصة، لتلاميذ وتلميذات، تغلب عليهم الانطوائية، والخجل، وفقدان الثقة في النفس. ومما أثار انتباهنا، من المؤشرات الإيجابية والرائعة، على نجاح هذا النشاط، عجز بعض التلاميذ تماما، في بداية العرض، عن نفخ البالونة، رغم المحاولات المستمرة التي قاموا بها، دون جدوى. وبعد نهاية الدورة، تمكنوا من نفخها بسهولة ملفتة، واستمروا، أمام هذا الانبهار العجيب بتحقق هذا الحلم الصغير، في إعادة نفخها مرات ومرات. وكأنهم، بهذه الدورة، قد تخلصوا من مؤترات سلبية، كانت تكبل ذواتهم، وتمنعهم من ممارسة فعل النفخ، بالسهولة، والقدرة، والإرادة الممكنة، وتحول دونهم وما يرغبون ،……لينطلقوا وكأنهم قد نَشِطُوا من عِقَالٍ !. وفي تصريح على هامش هذه الدورة التدريبية، أكدت لنا السيدة المدربة، وهي بالمناسبة ممثلة المملكة المغربية في الأكاديمية العالمية لسفراء التنمية البشرية بكل من ماليزيا (2017)، وتونس(2018)، وحاصلة على دبلوم “إدارة المشاعر” مع الدكتور مصطفى أبوسعد، ومؤسسة البرنامج التدريبي (تدريب طلاب المدارس)، بأن هذه الدورة التكوينية:” تحمل موضوع “الوعي الذاتي” تحت شعار :”تقدير ذاتي سر نجاحاتي”. وهو موضوع مهم، يعتبر بمثابة اللبنة الأولى لتكوين شخصية متوازنة للمتعلم، وإعطائه حصانة ذاتية لمواجهة تحديات ومطبات الحياة، بإرادة وعزيمة لتحقيق أحلامه . وهذه الدورة جزء من البرنامج التربوي التوعوي (تدريب طلاب المدارس) الذي يشمل مواضيع متنوعة تستهدف فئة الشباب والطلاب على وجه الخصوص…”. كما شمل استطلاعنا، آراء الأساتذة الذين انبهروا بالنجاح الذي عرفته هذه الدورة، وعبروا عن فرحهم وسعادتهم مما شهدوه من تحول جذري في سلوك بعض التلاميذ الذين أيِسوا من خروجهم من شرنقة الانطواء، وعدم الثقة في النفس. حيث لاحظنا، جميعا، مدى تجاوبهم مع الأستاذة المدربة، وتفاعلهم مع أسئلتها، وتوجيهاتها. كما استقصينا آراء بعض التلاميذ بعد نهاية الدورة، حيث عبروا، جميعهم، عن سعادتهم بالاستفادة من هذه الدورة، مع طلبهم تكثيف مثل هذه الدورات، ومحاولة تعميمها على جميع المستويات. ——————— * مدير مدرسة البراعم الابتدائية بأيت ملول.