في حادثة غريبة ومثيرة شهدتها فرنسا الأسبوع الماضي، ضبطت السلطات الأمنية تسعة أطنان من مخدر الحشيش بقيمة تقديرية بلغت 27 مليون يورو، بعد أن قام سائق الشاحنة المحملة بالمخدرات بالإبلاغ عن عملية سطو مسلح استهدفته جنوب البلاد. ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد بدأت فصول القصة في مساء يوم 21 أبريل بمحطة وقود في منطقة "فيترول" جنوب البلاد، حين تعرض سائق شاحنة تنقل شحنة كبيرة من الحشيش لعملية سطو نفذها عدد من المجهولين، استولوا على الشاحنة واختفوا عن الأنظار. لكن ما لم يكن متوقعاً، هو أن الجمارك والدرك تلقوا بعد ذلك مباشرة مكالمات هاتفية مجهولة المصدر قدمت معلومات دقيقة عن الشاحنة ومكان تواجدها. بفضل هذه المعطيات، تمكنت فرقة الأبحاث التابعة للدرك في مدينة ليون من تحديد موقع الشاحنة، حيث تم العثور عليها بعد وقت قصير في مستودع قريب من المدينة. وداخل الشاحنة، اكتشف المحققون كمية ضخمة من الحشيش تقدر بتسعة أطنان، ما يجعل هذه العملية من بين أضخم عمليات الحجز التي شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة. وقد أسفرت العملية عن توقيف شخصين على الأقل ووضعهما تحت الحراسة النظرية في انتظار استكمال التحقيقات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكمية الكبيرة تذكر بعمليات ضخمة سابقة، أبرزها تلك التي وقعت في مايو 2019 عندما حُجزت 11 طناً من الحشيش قرب مدينة بيزانسون، أو العملية الأكبر في تاريخ فرنسا سنة 1999 التي شهدت ضبط 23.5 طناً من المخدرات على متن قارب صيد في بحر المانش. ونظراً لحجم القضية وطابعها المنظم، تم نقل التحقيق من السلطات المحلية إلى النيابة الوطنية المختصة في مكافحة الجريمة المنظمة ، والتي كلفت مكتب مكافحة المخدرات والشرطة القضائية والدرك في ليون بمتابعة التحقيقات وكشف ملابسات هذه العملية غير المسبوقة.