عصابة دولية تستعمل طائرات "درون" لتهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا

كشفت الشرطة الإسبانية، اليوم الأربعاء، عن تفكيك شبكة إجرامية دولية استخدمت طائرات مسيّرة معدلة خصيصاً لتهريب الحشيش من المغرب إلى جنوب إسبانيا، في عملية وُصفت بأنها الأولى من نوعها من حيث التقنية المستخدمة وحجم الكميات المهربة.
وحسب بلاغ للحرس المدني الإسباني، فقد تم توقيف تسعة أشخاص من جنسيات روسية وأوكرانية ولاتفية، كانوا يشكلون نواة تنظيم إجرامي ينشط في بلدة ألكالا دي لوس غاثوليس بإقليم قادس. وكانت العصابة تطلق طائراتها من مناطق معزولة خلال ساعات الليل، لتقطع المسافة عبر مضيق جبل طارق نحو الأراضي المغربية، حيث يتم تحميلها بما يصل إلى ثلاثة كيلوغرامات من الحشيش لكل طائرة، قبل أن تعود إلى التراب الإسباني تحت جنح الظلام.
وكان أفراد الشبكة يتوصلون إلى مواقع سقوط الحمولة عبر أنظمة تحديد المواقع وأجهزة تتبع صوتية وضوئية، كما كانوا يستخدمون نظارات للرؤية الليلية لتحديد مكان الأكياس المزودة بعناصر مضيئة، خاصة في مناطق مثل فيخير دي لا فرونتيرا وطريفة. وبعد استعادة الشحنات، كانت تُنقل إلى بيوت ريفية مستأجرة تُستعمل كمخازن مؤقتة في انتظار توزيعها داخل التراب الإسباني.
التحقيقات التي أطلقتها المصالح الأمنية الإسبانية، بتنسيق مع الدرك الملكي المغربي وبدعم من وكالة يوروبول، كشفت أن أفراد العصابة اشتروا الطائرات من شركات صينية، ثم قاموا بتعديلها في ورشة سرية لتصبح أكثر قدرة على التحمل والطيران لمسافات طويلة تزيد عن 200 كيلومتر، مع تعزيز هياكلها بمواد خفيفة لزيادة سعتها.
وخلال العملية الأمنية التي نُفذت يوم الاثنين الماضي، جرى اعتقال ثمانية من أفراد العصابة وحجز ثمانية طائرات درون معدلة وعشر أخرى كانت قيد التحضير، إضافة إلى 150 كيلوغراماً من الحشيش و320 ألف يورو نقداً. كما سبق أن تمكنت المصالح الأمنية من اعتراض سيارة تابعة للتنظيم في أكتوبر الماضي وعلى متنها 57 كيلوغراماً من الحشيش تم إدخالها بنفس الطريقة، إثر مطاردة أصيب فيها عدد من عناصر الحرس المدني بجروح.