في سابقة سياسية لافتة، وجّه محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، نداء مباشراً إلى جلالة الملك محمد السادس قصد تمتيع مجموعة من الشباب المعتقلين، ضمنهم شباب الريف وشباب "جيل زيد"، بعفو ملكي شامل، معتبراً أن اعتقالهم جاء في سياقات اجتماعية مرتبطة باحتقانات تجاوزها الزمن. وجاء هذا النداء خلال تقديم أوزين للتقرير السياسي أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب، الذي انعقد اليوم السبت بمدينة الحسيمة تحت شعار: "دورة الوفاء من الريف إلى الصحراء"، وهو الحدث التنظيمي الذي اختار الحزب احتضانه في "قلب الريف النابض" كتعبير رمزي عن الانفتاح على المنطقة واستحضار رمزية المقاومة الوطنية التي ارتبطت بها. وأكد أوزين، في كلمته، أن تواجد قيادة الحزب في الريف "وفي حضن أرض المقاومة والوحدة الوطنية" يحمل دلالة خاصة، باعتبار أن المغرب – كما قال – "وطن يقبل الاختلاف بخيط ناظم عنوانه الاختلاف تحت سقف الوطن والإجماع على ثوابته ومقدساته". وأضاف أن الدعوة للعفو تأتي انسجاماً مع رسائل عيد الوحدة وما يسميه الحزب ب"مغرب ما بعد 31 أكتوبر"، في إشارة إلى التحولات السياسية والاجتماعية التي تتطلع إليها الحركة الشعبية. وشدد الأمين العام للحزب على أن التماس العفو هو دعوة إلى طي صفحة من الاحتقان الاجتماعي "المؤطر بسياقات متجاوزة"، مضيفاً أن المغرب لطالما عرف "بعفو جلالته، وحلم جلالته، وسماحة جلالته"، وهو إرث – بحسب تعبيره – يجسّد تقاليد السلاطين العلويين. وختم أوزين كلمته بالدعاء لجلالة الملك محمد السادس، مؤكداً أن المؤسسة الملكية كانت دائماً "ذُخراً وملاذاً للوطن والمواطنين"، ومبرزاً أن العفو الملكي من شأنه تعزيز مسار الانفراج وبناء الثقة داخل المجتمع.