وجه امحمد الأشقر، الطبيب الجراح، رسالة احتجاج إلى سفير الاردن بالرباط بسبب ما اسماه "مضايقات وإهانة"، في مطار عمان الدولي. وقال لشقر في رسالته، توصلت « فبراير » بنسخة منها « وصلنا زوجتي وانا الى المطار علياء الدولي يوم السبت 1 يونيو ليلا وقد وجدنا في استقبالنا ممثل شركة الأسفار، وبعد الترحيب بِنَا اخبرنا ان كل الوثائق اللازمة للدخول الى الاْردن بتأشيرة مجانا بحوزته ثم رافقنا الى شرطة الحدود. عندما سلمنا جوزات سفرنا الى الشرطي لختمها وتسليم تأشيرة الدخول فوجئنا بتردد في حركاته وتغير في ملامح وجهه، ساله مسؤول الشركة الذي كان واقفا بجانبنا لماذا هذا التأخر فلم يجبه بل طلب منه ان يبتعد. وتابع قائلا « بعد ذلك بدا الشرطي يطرح علي مجموعة من الأسئلة دون ان افهم لماذا، ما هو اسمك الحقيقي ؟ من أين قدمت ولأي غرض؟اسم ابوك وأمك ؟ اسماء اولادك ؟ سنهم ؟ مهنتهم ؟ »هل سبق لك ان زرت من قبل الاْردن ؟ ومضى يقول « بعد الإجابة على كل هذه الأسئلة المفاجئة والمستفزة، حاولت ان احافظ على الهدوء وضبط أعصابي، اذ قلت مع نفسي هذه أسئلة عادية تطرح على كل من يريد ان يدخل لاول مرة الاْردن وخاصة القادمين من الدول العربية بسبب القضية الفلسطينية وبقرب الاراضي المحتلة من طرف الكيان الصهيوني ». وزاد قائلا « بعد ذلك وبقليل نادى شرطي الحدود على رئيسه وسلم له جواز سفري وطلب مني هذا الأخير مرافقته الى مكتبه وان انتظر قليلا، في حين تم تسليم زوجتي جواز سفرها بتأشيرة تسمح لها بالدخول الى الاْردن بدون اي مشكل. بقينا ننتظر وبجانبنا ممثل شركة الأسفار الذي كان يحاول ان ان يطمئننا ان هذا اجراء بسيط لتأكد من الهوية ولن يأخذ منا الا وقتا قليلا ». وأضاف « بعد طول الانتظار الذي تجاوز اكثر من نصف ساعة أردت ان استفسر واعرف ماذا يجري وما هو المشكل. فكان رد الشرطي الواقف في باب المكتب عنيفا : ياسيدي انتظر مثلك مثل الناس، سيتم المناداة عليك بعد قليل. انتظرنا نصف ساعة اخرى وبعدها تمت المناداة علي للدخول لوحدي الى مكتب مليء برجال أمن، ثم بدا احدهم وانا واقف يطرح علي نفس الأسئلة وعلاقتي بالقضية الفلسطينية وهل سبق لي ان زرت الاْردن من قبل وما هي الدول الأخرى التي زرتها وهل ارغب في الدخول الى الاراضي الفلسطينية ». وتابع « وقد كان التركيز على هوية بناتي الدكتورة الجراحة دلال وأختها الفنانة جهاد: مسارهم الدراسي في المغرب وفي فرنسا، أنشطتهم السياسية ، هل سافروا يوما ما الى فلسطين ؟؟؟ وبعد الاجابة عن كل هذه الأسئلة واُخرى دون انفعال طلب مني ان كانت معي وثائق رسمية تثبت هويتي الحقيقية لان جاوز سفري ربما هو مزور وخاصة ان الصورة الموجودة في الجواز لا تشبهني كثيرا ، فسلمت لهم البطاقة الوطنية المغربية، رخصة السياقة وبطاقتي المهنية كطبيب جراح ». وواصل لشقر قصته بمطار عمان « بعد ذلك طلب مني الخروج من جديد والرجوع الى مكاني للانتظار فوجدت زوجتي صامتة وقلقة فاستفسرتني عما يجري لنا فأجبتها يتهموننا انه قد تكون لنا علاقة ما بالقضية الفلسطينية وبأحد تنظيماتها المسلحة في الماضي. ومن اجل التخفيف عنها قلت لها مازحا قد نكون متهمين بمشاهدتنا في باريز الشهر الماضي الفيلم الفلسطيني الناجح « نار في تل ابيب » ». وأضاف » 30 دقيقة اخرى قبل ان تتم المناداة علي من جديد وبعد التأكد من الفندق الذي سنقيم فيه، تم تسليمي جواز سفري وفيه تأشيرة دخول الاْردن وطلب مني الحضور يوم الاثنين 3 يونيو على الساعة التاسعة صباحا اي بعد يومين الى المقر المركزي للاستخبارات الاردنية في عمان. حاولت ان استفسر لماذا الحضور من جديد وان اشرح لهم ان لدينا جولة سياحية في ذلك اليوم الي المدينة الأثرية جرش وقلعة عجلون في شمال الاْردن، فأكدوا لي انه سيكون اجراءا بسيطا للتأكد مرة اخرى من هويتي ولن يستغرق وقتا طويلا ». ومضى قائلا « في يوم الاثنين 3 يونيو اصطحبني مرشدنا السياحي الى المقر المركزي للاستخبارات الاردنية وبقيت زوجتي تنتظرني في الفندق. هنا بدأت رحلة الجحيم والعذاب بالنسبة لي. قبل ولوج مدخل المركز عبر ممر محاط بالأشواك الحديدية وان امر على الأقل على ثلاثة حواجز قبل ان أصل الى حجرة مليئة برجال ونساء الشرطة بلباس مدني ووجدت هناك اشخاصا اخرين فهمت انهم من جنسيات مختلفة وبينهم اردنيين كذلك. حاولت ان اشرح لأحد رجال الشرطة انني سائح مغربي مهنتي طبيب وكان قد طلب مني في المطار الحضور الى هذا المركز للتأكد من بعض المعلومات فقط. فكان جوابه انه علي الانتظار الى حين الوصول الى الشخص المسؤول المكلف بالاستماع إلى. وبعد حين تم نزع لوازمي الشخصية (الهاتف، ساعة اليد، النقود) والركوب في سيارة حملتني مع أشخاص آخرين الي مكان بعيد داخل نفس المركز وهنا تم أخذ بصمات أصابعي والتقاط صور لوجهي ». واضاف « وبعد انتظار طويل سيتم نقلي على متن حافلة صغيرة الى مكان آخر. وبمجرد ما طلب مني الانتظار من جديد بدأت احتج بقوة مطالبا بلقاء حالا بمسؤول ما لكي اشرح له وضعيتي الخاصة. وبعد تردد رافقني احد رجال الأمن الى احد المسؤولين الذي استقبلني استقبالا حسنا بعد ما أوضحت له سبب حضوري وبعد مكالمة هاتفية دعاني الى البقاء معه في مكتبه الى ان ينادي علي المسؤول الذي سيستنطقني حول هويتي ». وأضاف قائلا « وبعدعشرين دقيقة طلب مني الصعود الى الطابق الاول حيث وجدت مسؤولا ينتظرني في مكتبه. وبدات عملية الاستنطاق بشكل مهذب دامت اكثر من ساعة حول كل تفاصيل مساري منذ الطفولة الى يومنا وكذلك بالنسبة لأطفالي مع التركيز على مواقفنا من القضية الفلسطينية والكيان الصهيوني . في النهاية شرح لي ان هويتي الشخصية فيها تطابق مع شخص مبحوث عنه وانه من الان فصاعدا يمكنني زيارة الاْردن متى أشاء وبدون مشاكل « . وواصل سرد الوقائع بالقول « وبدوري كان علي ان اشكره على حسن المعاملة ولكن أكدت له انني لن أزور بعد اليوم لا الاْردن ولا اي بلد عربي. اما فلسطين فأتمنى ان أزورها وان اصلي في مسجد الأقصى بالقدس الشريف عندما تتحرر فعلا من الاحتلال الاسرائلي خرجت من المقر المركزي بعد ان استرجعت حوائجي الشخصية وانا مرتاح البال رغم كل ما عانيته . وجدت سائقي في انتظاري وهو جد متاثر مما حصل لي وخاصة انني قضيت في المقر اكثر من ثلاث ساعات وانا معزولا عن العالم الخارجي. اما زوجتي التي بقيت لوحدها في غرفة الفندق فلكم السيد السفير ان تتصورا كيف قضت هذه الساعات دون ان تعلم بكل ما حصل لي ». وأضاف « بعد ذلك طلبنا من السائق ان ينتظرنا بعض الوقت لنقرر ماذا سنفعل. هل سنغادر الاْردن حالا لأننا لم تعد لنا رغبة الاستمرار في زيارةبلد استقبلنا رجال أمنه بهذا الترحاب الكريم؟ ام سنطوي هذا الحادث وننساه ونستمر في مغامراتنا كما فعلنا دائماً ؟ . وفي الأخير قررنا رفع التحدي والتشبث بالامل في المستقبل. وكذلك كان وأتممنا رحلتنا في الاْردن ولم نخبر احدا بما وقع لنا ».