أجمع المشاركون في منتدى « الصالون الثقافي العربي »، اليوم الجمعة بالقاهرة أن أوضاع المرأة في الدول العربية مازالت بحاجة لثورة تشريعية، وأن قوانين الأحوال الشخصية لم تمنحها حقوقها كاملة ولم تواكب مراحل تحرر المرأة العربية. وناقش اللقاء بحسب بيان للمنظيمن، قضايا المرأة العربية ودورها في المجتمعات العربية اقتصاديا وسياسيا وتعليميا، تحت عنوان « نحو تحرير جديد للمرأة العربية »، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين والدبلوماسيين. وأجمع المتدخلون في اللقاء بحسب ذات المصدر أنه على مدى ما يزيد عن 100 سنة، منذ بداية حركة تحرير المرأة، تعرضت لعديد من الانتكاسات ما أدى إلى التفكير الجاد في إعادة إحيائها أو بدء عملية مغايرة نحو تحرير جديد وحلول مبتكرة لقضايا المرأة العربية. وفي هذا الصدد، قالت هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الصراعات السياسية في المناطق العربية أدت إلى تراجع مكانة المرأة العربية، مؤكدة أن العالم المعاصر يقيس تقدم الدول بمدى مشاركة المرأة في عملية التنمية المستدامة وليس فقط بالكوتة البرلمانية أو عدد الوزيرات في الحكومة. أما الخبير المصري بالأمم المتحدة محمد الخولي، فأشار إلى تأثير الفقر والأوضاع المالية على المرأة، متمثلة في الزواج المبكر للبنات، مبرزا أن هذا الوضع يجعل الفتيات ضحية تقاليد وأعراف بالية بسبب غياب القانون. وتطرق أيضا لثقافة الشرف في المجتمعات العربية والتي تحد من إمكانية انخراط الفتيات بفعالية ودينامية في تطور المجتمعات. وأكد الخولي ضرورة إعادة النظر في البنية التحتية لتشريعات المرأة، إلى جانب إعادة تصور بنية الحياة الزوجية لتعتمد على مبدأ المساواة. أما الباحثة المصرية فيفيان فؤاد، فأكدت أن المرأة العربية لم تنل كامل حريتها رغم ما وصلت إليه من مناصب قيادية في معظم الدول، مبرزة أن الفجوة كبيرة ليس بين الرجل والمرأة فقط، بل وبين النساء فيما بينهن ، في القرية والمدينة. ومن جهته قال الناقد المصري صلاح فضل إنه بالرغم من أن قيمة الحرية هي المسيطرة على العقلية الثقافية المعاصرة، إلا أن ضعف الأصوات المنادية بأهمية قضايا المرأة أدى إلى تراجع تحقيق الإنجازات في مجال حل قضايا المرأة. ولفت إلى أنه على مدار التاريخ ارتبطت عملية تحرر المرأة بانتشار النزعة العقلية في التفكير وإدارة الحياة، بينما تتراجع أدوارها وتقل مكانها مع انتشار الظلامية وتراجع التفكير العلمي. وفي السياق نفسه، سجل مدير مكتبة الإسكندرية مصطفى الفقي أن قضايا تحرر المرأة لا ترتبط بظاهرة الحجاب إذ أن الأخيرة مجرد شكل، والتحرر قضية عقلية في المقام الأول. وأكد الفقي ، وهو أيضا رئيس الصالون الثقافي العربي، ضرورة تجاوز الإزدواجية الثقافية التي تنتشر في مجتمعاتنا، « إذ يختلف ما نعتقد عما نعبر عنه في كلامنا، على الصعيد الأخلاقي أو العقائدي ». ويتناول الصالون الثقافي العربي في جلسات دورية شؤون العالم وشؤون المنطقة العربية، ويستضيف مفكرين وسياسيين وخبراء.