صنعت المدارس الإسلامية في بريطانيا الحدث باحتلالها صدارة ترتيب أفضل المدارس على مستوى المملكة المتحدة، في إنجاز تاريخي وغير مسبوق للمؤسسات التعليمية الإسلامية. وأظهر التصنيف الصادر عن وزارة التعليم احتكار المدارس الإسلامية للمراكز الثلاثة الأولى، في حين حلت ثماني مدارس إسلامية ضمن قائمة أحسن عشرين مدرسة على مستوى البلاد. وتصدرت مدرسة التوحيد الإسلامية بمدينة بلاكبيرن التصنيف الحكومي متبوعة بمدرسة عدن للفتيان بمدينة برمنغهام، ثم جاءت مدرسة عدن للبنات بمدينة كوفنتري ثالثة، إضافة لخمس مؤسسات تعليمية إسلامية كانت أسماؤها حاضرة ضمن قائمة العشرين الأفضل. هذه الهيمنة على المراكز الأولى نزلت بردا وسلاما على الجاليات المسلمة في بريطانيا التي ترى في التصنيف إنصافا لعمل هذه المدارس وتساهم في تغيير الصورة النمطية السائدة عن هذه المؤسسات والمناهج المعتمدة فيها، خصوصا وأن القائمة صادرة عن هيئة حكومية معروفة بصرامتها في اعتماد معايير علمية دقيقة لقياس جودة كل المؤسسات التعليمية في البلاد. وتعتمد وزارة التعليم -حسب ما هو مبين بموقعها الرسمي- على العديد من المعايير، منها مستوى الطلبة بالمواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والعلوم والإنجليزية، إضافة لمعدلات نهاية السنة، ومستوى تطور نقاط الطلبة بين الفصول الدراسية، ونسبة المتخرجين من المدرسة وسهولة حصولهم على وظيفة أو الاستمرار في التعليم العالي. مسؤولية حضارية بكثير من الرضا، تحدث عبد السلام باسو الأستاذ بالمدرسة الإسلامية في لندن عن التصنيف الجديد لوزارة التعليم، معتبرا أن هذه المراكز ثمار عمل سنوات ونتيجة للنقاط العالية التي حصل عليها الطلبة بهذه المدارس والتي تعد الأعلى في البلاد. وكشف الأستاذ بالمدرسة الإسلامية التي أسسها المغني يوسف إسلام (كات ستيفنز سابقا) أن كل العاملين بهذه المدارس يتعاملون مع المناهج التعليمية بصرامة « والجميع يعمل مستشعرا بأنه يحمل على عاتقه مسؤولية حضارية ثقيلة وهي تربية أبناء المسلمين في بريطانيا » هذا الإحساس يفضي حسب عبد السلام إلى الاستماتة بالعمل ودقة في جميع المواد التي يتم تقديمها. ولفت عبد السلام -خلال حديثه للجزيرة نت- إلى جانب مهم تعتني به المدارس الإسلامية، وهو بث حالة من الراحة النفسية في صفوف الأطفال.