– فيما يستعد البريطانيون للعودة إلى الحانات في عطلة نهاية الأسبوع هذه بعد إغلاق استمر ثلاثة أشهر ونصف الشهر بسبب جائحة كوفيد-19، تبقى القاعات الرياضية مقفلة حتى إشعار آخر ما يفاقم من وضعها الصعب. ففي يوم ماطر في لندن يتناوب مدرب اللياقة البدنية برادلي وأربعة من رواد ناديه الرياضي، على إجراء تدريبات مختلفة من القرفصاء إلى تمارين البطن في أحد المتنزهات، مع استمرار اغلاق النوادي الرياضية للحد من انتشار فيروس كورونا. ويستلقي البعض على حصر اليوغا فيما يتمدد آخرون على العشب الرطب فيوسخ الوحل قمصانهم. لكن هناك القليل من الخيارات الأخرى. ففيما الحانات المحببة للانكليز تعاود فتح ابوابها مع سائر قطاع الضيافة والسياحة السبت، ستبقى النوادي الرياضية مغلقة أقله لبضع أسابيع. وستبقى مقفلة أيضا أحواض السباحة والنوادي الليلية والقاعات الموسيقية، فيما أصحابها يكافحون من اجل الاستمرار من خلال حلول مرتجلة ومن بينها تقديم حصص على تطبيقات مؤتمرات الفيديو لا بل « إنستغرام » أيضا. وقالت جو واتسون، التي أسست مع زوجها نادي « بادي سوساييتي » الرياضي، فيما بعض من رواد ناديها يماروسن التمارين في المتنزه « إنها حقا فترة صعبة بالنسبة لنا ». وافتتحت وزوجها النادي الرياضي العام الماضي، ولا يستفيد أي من موظفيهما من برنامج البطالة الجزئية الحكومي والذي يغطي حاليا 80 بالمئة من رواتب الموظفين. وقالت واتسون « أصبح الوضع مقلقا جدا بالنسبة لنا. فنحن لا نكسب أي أموال حاليا وشركتنا جديدة ». يتوقع قطاع اللياقة البدنية البريطاني إغلاق 1300 منشأة للرياضة والترفيه في بريطانيا، أي نصفها تقريبا، بحلول نهاية العام ومعها 58 ألف وظيفة. وسيعجز أكثر من ثلث تلك المنشآت عن إعادة فتح أبوابه عندما تعطي الحكومة الضوء الأخضر « بسبب التكاليف العالية الناجمة عن عدم قدرتها على الحصول على الدعم الحكومي وخسارة العائدات ». وقالت واتسون إن الأمر الأصعب هو الانتظار من دون معرفة كيفية الاستعداد للفترة التي سيتمكن فيها النادي فتح أبوابه للمرة الأولى منذ 20 آذار/مارس. وقالت هذه الأم الشابة « لدينا فكرة عما نريد فعله، توفير مطهر الأيدي وشاشات عند نقطة الاستقبال … والعمل على ان تكون مواعيد الحصص متباعدة ». وأضافت « لكن لا أريد القيام بذلك قبل التأكد أن هذا ما تريد الحكومة منا فعله بالضبط ». وبابتسامة عريضة قالت إنها تحاول البقاء متفائلة. لكنها أقرت بأن الأسابيع القليلة الماضية كانت « مدمرة » وتخشى أن يصبح العمل الشاق الذي قامت به مع زوجها لفتح النادي في مهب الريح. وفكرة إبقاء النوادي الرياضية المفيدة للصحة مغلقة بينما يعاد فتح الحانات، غير مقنعة أيضا. وقالت إن « ما يثير الاستياء هو أن الجميع في قطاع اللياقة البدنية يريدون مساعدة الناس وإرشادهم بشأن اتباع نمط حياة أكثر توازنا ». وتضيف « لكن في المقابل سمح لقطاعات أخرى غير مهتمة بهذا الجانب بإعادة فتح أبوابها ». وردا على سؤال حول هذا التضارب، أقر رئيس الوزراء بوريس جونسون بأن « هناك جميع أنواع التناقضات ». لكنه قال إن ثمة أسبابا طبية منطقية لكل واحد منها. أما لوسي، مدربة اليوغا في لندن، فتقر أن الاستديو الصغير الذي كانت تستخدمه لم يكن فيه جهاز تهوية فعال وكان الناس يتعرقون. وقالت « الأمر أكثر تعقيدا ربما من مسألة التنفس فقط ». وتضيف « أتفهم أن الوضع بغاية الخطورة ولا أريد أن أكون مسؤولة عن انتشار الفيروس ». لكنها قالت هي أيضا إنها في الوقت الحاضر « تراكم الديون فحسب ». والقواعد الحكومية الجديدة تعني أن مالكي العقارات لا يمكنهم طرد المستأجرين لتأخرهم في سداد الإيجار لغاية أيلول/سبتمبر، لكن لوسي تخشى التفكير بما قد يحصل بعد ذلك. وتتوقع « من المرجح أن نخضع جميعا لإجراءات إغلاق مجددا ». ويعتقد مدير نادي هامستيد الرياضي للأطفال ثيودور ليك إنه في أفضل الأحوال يمكنه الاستمرار حتى تشرين الأول/أكتوبر. ويخشى أن يتركه مدربوه، الذين يعانون صعوبات جمة من دون رواتب مستقرة، للالتحاق بأعمال أخرى، وألا يعيد الأهالي أبناءهم إلى ناديه الرياضي خشية الفيروس. ويقول « إذا توقفت لفترة طويلة، ربما يقومون بالبحث عن أعمال أخرى ».