الذين يعرفون سفير المملكة المغربية في لبنان، يعرفون انه مناضل سياسي في حزب التقدم والاشتراكية، رجل مبادئ، ديبلوماسي محنك، والذين يعرفونه يدركون انه يلتزم واسرته بقواعد الحجر الصحي، وما حدث يوم حادث الانفجار انه اصطحب اسرته الصغيرة الى مطعم ايطالي، اما قواعد الحجر في لبنان فهي الالتزام بالبقاء في البيت خمسة ايام والخروج يومين فقط لقضاء الحاجيات والاستمتاع بالتجول وتقاسم لحظات عائلية. اخد افراد اسرته بحب، ومنحهم الوقت الكافي لتبادل اطراف الحديث واختيار الطعام، على اعتبار انها لحظات قصيرة قيدها الحجر الصحي بيومين، تناولوا غذاءهم متاخرا، وحينما عادوا وهم في طريقهم ارعبهم صوت الانفجار. يقول مصدرنا:"لقد غير سفيرنا الطريق ولو لم يختر طريق اياب مختلف عن طريق الذهاب وافراد اسرته لوقعت الفاجعة.. قدر الله لسفيرنا ان يطيل عمره وعمر اسرته الكريمة.. وقد سمعوا ذوي الانفجار بعد لحظات قليلة من مغادرتهم للمطعم الايطالي الذي يقع في بقعة قريبة من نقطة الانفجار" . وقد وصف سفير المملكة المغربية ما شعر به لاصدقائه بالشكل التالي:" كان اشبه بصوت جمع بين الزلزال وصوت الحرب، لدرجة يخيل اليك انه زلزال ومدفعية او صاروخ.. بحيث يختلط عليك الامر". ولا غرابة ان يسمع ذوي الانفجار، رغم مغادرة السفير واسرته للمطعم، يضيف مصدرنا المغربي في بيروت، اذ يكفي ان مقر سفارة المملكة المغربية الذي يقع على بعد ثلاثون مترا، تعرض زجاجه للكسر كاملا، من أثر الانفجار، رغم بعد المسافة. أما مقر وكالة المغرب العربي للانباء الذي يقع على بعد كلمتر ونصف، فقد تاثرت واجهته وكل ما كان يزينه ويميزه من عمران مغربي وبصمة استثنائية. وحسب مصادر "فبراير"، فلم يلحق الضرر بمساكن المغاربة في بيروت، لسبب بسيط، انهم لا يقطنون في قلب المدينة لان شراء منزل او عقد ايجاره في قلب بيروت مكلف جدا، ولهذا يقطن اغلبهم خارج المدينةبيروت.
