يعد الفنان محمد الرعاد من الوجوه التشكيلية التي استطاعت بعصامية فرض نفسها بقوا داخل الساحة الوطنية، حيث استطاع ان يبدع اسلوبا خاصا به، أثار انتباه النقاد ومنهم بعض النقاد العرب الذين اعجبوا بأعماله، وتوقفوا عند بعض الحيتيات المرتبطة بالطقوس والاشكال الهندسية والصور والشخوص وكذا سحر الالوان وتداخلها..التي تميز ابداعات الفنان الرعاد. في هذا الحوار يكشف لنا عن خصوصية تجربته الفنية الفطرية، ومعاني ودلالات الشخوص والاشكال التعبيرية..التي تملأ فصاءات لوحاته، وكذا الرسائل التي يوجهها للآخر، ونظرته لتعامل النقاد مع ابداعاته، ومشاريعه الفنية مستقبلا. 1- بداية نود أن نعرف ما الذي يميز التجربة التشكيلية للفنان الرعاد؟ -ما يميز التجربة التشكيلية للفنان محمد الرعاد هو انها تجربة فطرية بدائية، صقلتها التجربة والممارسة فقط، ولم تخضع لأي تعليم أكاديمي. إنها تجربة استمدت روحها من المتخيل المطبوع بالرموز و الأشكال المستوحاة من التراث الشعبي الجمعي ..ومن الواقع اليومي المعاش ..و كذا من " التذكر "، أي ما تراكم في الذاكرة واللاشعور منذ الصغر وترجمته الريشة على قماش اللوحة..كذلك هي تجربة عصامية، مرت من مراحل جهاد وصراع وعثرات و الم … 2- المتتبع لأعمالك الفنية، يصطدم بكثرة الرموز والصور التشخيصية والأشكال الهندسية والتعبيرية.. التي تطغى على لوحاتك الفنية، ما هي طبيعة الرسائل التي تود ان تبعث بها إلى الآخر؟ – الأشكال و الرموز في لوحات محمد الرعاد، هي عبارة عن رسائل موجهة للمتلقي، هي رسائل متعددة الدلالات .. فهناك الدلالة الجمالية، فالعين تعشق تناسق، وأحيانا لا تناسق الأشكال و الألوان ..وهناك الدلالة التاريخية..فاللوحة تعد بمثابة سجل تاريخي يوثق الأحداث، وأحيانا الوقائع..و هناك الدلالة الثقافية، حيث تعرض اللوحة على المتلقي مختلف أشكال الثقافات متداخلة فيما بينها .. كالثقافة الأفريقية وما تزخر به من ألوان في الهندام والموسيقى وزينة الجسد .. الشيء الذي يحيل إلى الدعوة إلى الاهتمام بالتراث وبالموروث الشعبي و الحفاظ عليه. اللوحة هي عبارة عن رسائل متعددة، منها الظاهر ومنها المرمز أو الخفي ..كل متلقي أو مشاهد، يتلقى نوع من الرسائل حسب تكوينه وطريقة تفكيره ونظرته للأمور ..و مدى تعمقه في فهم اللوحة ومعانيها ودلالاتها. 3- إذن، من أين تستمد كل هذه الشخصوص التي تملأ كل لوحاتك والتي أثارت اهتمام كل النقاد الذين تناولوا أعمالك، بما فيهم نقاد أجانب ؟ – الشخوص التي تؤثث لوحات الفنان محمد الرعاد، هي مستمدة من الذاكرة، وأحيانا من الواقع أيضا. من الذاكرة بمعنى كل ما خزنته الذاكرة في ثناياها منذ الصغر ..خصوصا وان مدينة الصويرة هي فضاء حافل بالاحتفاليات ..مثل المواسم الدينية و الثقافية و الشعبية ..كالشعائر التي تمارس في عاشوراء او في مواسم رجراجة ..أو كناوة أو الأسواق الأسبوعية وما يتخللها من حلقات الفرجة " الحلاقي" . وكذلك من الموروث الثقافي الجمعي، مثل اللباس والوجوه الأفريقية المزركشة بالأشكال والألوان المثيرة للاهتمام ..وأيضا من الواقع المعيشي. . 4 شاركت في مجموعة من المعارض الوطنية الدولية على وجه التحديد، وحظيت في القاهرة بتكريم خاص، ونلت شهادة تقديرية عن أعمالك، بل الأكثر من ذلك صدر كتاب حول تجربتك الفنية عن تجمع مبدعون للفنون والآداب، سؤالي كيف قرأ النقاد العرب أعمالك التشكيلية؟ – قراءة النقاد لأعمال الفنان محمد الرعاد هي قراءة متعددة الأبعاد. فقد تناولوا بالدراسة و التحليل هذه الأعمال من خلال البعد الرمزي، وهذا يظهر من خلال عنوان الكتاب" الرموز التشكيلية و الإبهام البصري في أعمال محمد الرعاد" …وكذا البعد الالهامي الخيالي ..و البعد الواقعي و البعد السردي الحكائي وكذا البعد التلقائي الفطري في تشكيل اللوحة ..و كيف وظف كل هذه الإبعاد في نسج لوحاته الفنية. .. 5- هل يمكن القول إن تجربة الفنان الرعاد وصلت إلى نضجها؟ – النضج يصل إليه الفنان من خلال التجارب. فالتجربة هي التي تصقل عمل الفنان، و تصل به إلى مرحلة النضج ..و الفنان محمد الرعاد يعتبر نفسه لم يصل إلى هذه المرحلة بعد . فالفنان هو دائما في طور التعلم والتجدد ..فعملية التعلم في حياة أي فنان لا تتوقف إلا بموته ..فكل دقيقة هي فرصة لتعلم شيء جديد . 6- ماذا تمثل لك مدينة الصويرة كموضوع ثقافي واجتماعي ومتخيل فني..في أعمالك، لاسيما وأنت إبن هذه المنطقة التي انجبت مجموعة من الرموز التشكيلية المغربية؟ – مدينة الصويرة هي مسقط رأس الفنان و منبع الهامه .. فهذه المدينة الجميلة والفاتنة تزخر بكثير من الكنوز سواء منها الطبيعية أو الثقافية او الاجتماعية. إنها مدينة بهيجة الالوان، متعددة الثقافات، منفتحة على الأخر، متقبلة للافكار والتيارات الخارجية ..جنية ساحرة ملهمة .. تدعو الجميع ليعيش الجمال و السحر و الفن ..و هذا ما اذكى في نفوس أغلبية أبنائها شعلة الإبداع والخلق الفني. .. 7- ما هي طبيعة المشاريع الفنية التي تشتغل عليها اليوم؟ هناك مجموعة افكار لابداع لوحات فنية جديدة هي في طور التبلور ..هناك ايضا مشروع حفل لتوقيع كتاب " الرموز التشكيلية و الابهام البصري في اعمال محمد الرعاد ". وكذلك تنظيم معارض لتقديم أعمالي الفنية الجديدة. ونتمنى ان يكون القادم احسن.