كشف عزيز غالي، مستشار سابق لمنظمة الصحة العالمية، أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا وكذلك الوفيات كان منتظرا، ليس فقط بالمغرب بل على الصعيد الدولي، مرجعا سبب ذلك إلى تزامنه مع فصل الصيف، والذي يعرف حركية كبيرة على مستوى تنقل الأفراد واحتكاكهم في ما بينهم. كما اعتبر غالي أن الخروج من الحجر الصحي وعدم مواكبة ذلك بإجراءات صارمة من قبل الدولة، فيما يخص بالتطبيق الصارم للاجراءات الاحترازية والتحسيس بأهميتها، ساهم في هذا الارتفاع، مشيرا إلى أن الارتفاع في عدد الإصابات لا يخيف بقدر ما أن المخيف هو ارتفاع عدد الحالات الحرجة بشكل كبير، وارتفاع الإصابات في صفوف الشباب. وأكد غالي أن ارتفاع عدد الحالات الحرجة ساهم في ارتفاع الوفيات بهذا الفيروس، إذ اصبح يسجل المغرب يوميا معدلا يفوق أربعين حالة وفاة، في الوقت الذي كان يسجل معدل إماتة 0.8 في المائة، ووصل الان 1.8 وينتظر أن يصل 2 في المائة. وأضح غالي أن معدل الإماتة قد يصل إلى 3 أو 3.5 خلال شهر أكتوبر المقبل، وهي مرحلة ذروة الفيروس، مشيرا إلى أن ما تم تسجيله خلال شهر غشت يساوي ما تم تسجليه خلال أربعة أشهر الأولى لانتشار الوباء بالمغرب، والتي فرض خلالها المغرب الحجر الصحي. وأبرز غالي أنه يمكن الحديث الان عن دخول المغرب للمرحلة الثالثة للوباء، وذلك نظرا للأرقام التي تسجل على مستوى عدد الإصابات وحالات الوفيات وكذلك الحالات الحرجة. وعبر غالي عن تخوفه من تطور الوضعية الوبائية بالمملكة خلال شهري أكتوبر ونونبر، نظرا لتزامنها مع الانفلوانزا الموسمية، مشيرا إلى أن جنوب إفريقيا لم تعرف انتشار كبير للانفلوانزا الموسمية نظرا لارتداء الكمامات، الأمر الذي ساعد على الحد من انتشار العدوى. وتوقع غالي أن يصل المغرب إلى 4000 أو 5000 إصابة يومية خلال أكتوبر ونوبر، وأكثر من 100 وفاة يوميا وأن الوضع الصحي سيكون صعبا، ومؤكدا أن هذه الفترة هي المحك الحقيقي لاختبارجدوى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة. .