يتزامن اليوم مع الذكرى الأولى لرحيل أم الممثل والمخرج المغربي إدريس الروخ، وحرص هذاالأخير على استغلال الفرصة لإحياء هذه الذكرى موجها لها رسالة مؤثرة عبر فيها عن اشتياقه لها، شاركها مع متابعيه عبر صفحته الرسمية "فايسبوك" وقال الروخ في تدوينة طويلة استحضر فيها ذكرياته مع أمه: "أمي ابعث إليك هذه الرسالة بعد عام على رحيلك الى دار خير، من دارنا ..وأتمنى ان يصلك محتواها ، وان تتعرفي على كل الاحاسيس المنتشرة على طول احرفها وجملها ... فرحلتك الى هناك جاءت سريعة لم نستعد لها في وقتها ومكانها ، جاءت كلمح البصر وكسرعة البرق ،، فوقع ذلك أدمى قلوبنا قبل اعيننا وجعلنا كالدمى ننظر الى الأفق لعل الروح تعود إلينا ونتحول الى أطفال كما كنا نلعب بين أحضانك ونشرب من حليب صبرك .." وتابع: "نلتصق بك ونذوب في دواخلك لنعود حيث كنا ...نحن الان بدون روح فانت روحنا التي وهبها الله لنا انت القوة التي تحرك اجسادنا وانت الدم الذي يسري في عروقنا ويدفعنا الى الانطلاق ..عام ونحن نترقب كل لحظة وكل حين الأماكن التي مرت عليها يديك ووطأت فوقها قدميك وانتشرت في إجوائها أنفاسك الزكية ..نقلب كل الصور وكل الذكريات وكل كلمة خرجت من قلبك ..نعود الى الماضي لنجلس إليك ونبكيك أمي كثيرا ونقبل نسمات الجو والشمس والمطر والجدران وما علق في دواخلنا منك ..نبكي ولا نستطيع الا ذلك فقدرتنا على الفهم توقفت ... وقدرتنا على الفعل تعطلت.." وأضاف : "أمي هل تعلمين ان بعد رحيلك تقاطر علينا من كل حدب وصوب أناس نعرفهم واخرون يعرفونك واخرون جاؤوا لتوديعك ...كانوا كثرا وكانوا يدعون لك لكل خير ..لازلت اتذكر يوما ما قلت كلاما لم افهمه في حينه ( الله يزين جنازتي بأولادي ) وفهمت بعد ذلك قصدك ..كم كنت حكيمة ..وعظيمة ..ومشعة .." و اختتم تدوينتهبتوجيهه لرسالة للراحلة قال فيها :"اخبرك اننا نعيش زمنًا صعبًا وغريبًا حل به فيروس صغير وغير مرئي يطلق عليه كورونا وقد جعل العالم كله يهابه ويرتعش من قوته التي لا ترى ..لقد عطل كل شيء وفرق بين الشعوب وخلق الفوضى .. لم نعد كما كنا.. نرتدي الكمامات اذا خرجنا ,ونغسل أيدينا بمواد كحولية صباح مساء، ولا نصافح او نجتمع كما كنا من قبل ..الملل القنوط يسيطران على الجميع.. ونحن الان ننتظر ..ولا نعرف هل سيبقى الوضع كما هو عليه أم سيجعلوننا فئران تجاربهم من اجل المزيد من السيطرة على عالم فظلت الرحيل عنه ."
