كشف الاعلامي والكاتب المغربي، محمد الصديق معنينو، عن معلومات فريدة عن الحرب التي دامت حوالي 15 سنة في الصحراء، والتي كان خلال لانفصاليون يتلقون دعما كبيرا من طرف الجزائر وليبيا، إذ كانت هناك طريق مفتوحة بين طرابلس وتندوف، بعد الاتفاق الذي جرى أنذاك بين الرئيس الجزائري بومدين هواري ومعمر القذافي. وأضاف المتحدث ذاته أن بومديان والقدافي اتفقا أنذاك على إلحاق الهزيمة بالمغرب والجيش المغربي، وتدفقت أسلحة قوية وغالية الثمن، وجرت معارك رهيبة في الصحراء، ليجد الجيش المغربي نفسه أنذاك في وضع إجباري ليتأقلم مع الوضع. وتابع معنينو متحدثا عن كواليس تلك الحرب أن الجزائر أدخلت سلاحا اشتراه الليبيومن تدعى صواريخ "سام"، والتي كانت في ذلك الوقت في مستوى ما يتم الحديث عنه اليوم الصواريخ الروسية والأمريكية، والتي لها القدرة الكبيرة على الجدفاع الجوي، عن طريق الأراضي الموريتانية التي اعترفت أنذاك بالإنفصالية. وأكد أنه التقى بالجنرال الدليمي مرارا سواء في الرباط أو في الصحراء، مبرزا أنه يتحفظ على موضوع لمن تعود فكرة الجدار العازل. وقال معنينو إن "الحسن الثاني وجه خطابا للشعب المغربي عند بناء الجزء الاول من الجدار العازل، وقال فيه إنه لم يبلغ محيطه من وزراء ومستشارين بما يجري في الصحراء واحتفظت بالسر، وأضاف قائلا "أنا الذي وصلت الى الحضيض"، ويتابع معنينو "تصورو أن الحسن الثاني بعظمته يقول هذا الكلام". وأبرز الصحفي السابق، أن منطقة الزاك تمت محاصارتها لمدة طويلة تفوق ستة أشهر، وعاش الجنود المغاربة أياما سوداء تحت الحصار، الذي شنته البوليساريو والجزائر. من بين الأحداث التي تحدث عنها محمد الصديق معنينو في حوار له مع "فبراير"، كواليس لقاء الراحل الحسن الثاني بالحاج خطري ولد سعيد الجماني، وعن كواليس هذا اللقا. وقال محمد الصديق معنينو، إن الجماني كان رئيسا للجماعة الصحراوية، التي كانت تضم مجموعة من رؤساء القبائل، وممثلي عائلات نافذة في الصحراء، وأثناء الحرب أنذاك التي كانت في طرفايا، كان معنينو حاضرا فيها لتغطيتها، غادر الجماني العاصمة الإسبانية مدريد في سرية تامة، متجها نحو لاس بالماس ، هناك حيث بعث برقية ولاء للملك الراحل الحسن الثاني، ليأخذ بعد ذلك طائرة من هناك، نحو أكادير. واضاف معنينو أن الملك استقبل الجماني بحفاوة ، وقام بخلع سلهامه ووضعه على كتف ولد سعيد الجماني، وهذا من الناحية الرمزية في الثقافة السلطانية، هو أكبر طريقة للإعراب عن الرضا، والضمان.