أظهرت خريطة أعدتها مؤخرا CNN، أن لمغرب ليس البلد الوحيد الذي ينتظر تسليمه الجرعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد19، بل إن غالبية دول الجنوب لم تطلقبعد حملات التطعيم الخاصة بها، على عكس دول الشمال. ويكفي الإشارة إلى أن دولة واحدة مثل كندا امتصت من سوق تطعيمات كورونا ما يعادل 5 جرعات لكل واحد من مواطنيها، وأن الدول الأوروبية والولايات المتحدة يتسابقون في تلقيح الملايين، في نفس الوقت الذي يخزنون فيه كميات كبيرة للمستقبل، وكذلك تفعل الصينوالهند ! إننا أمام وجه من أوجه الجشع والاسراف الذي يحرم شعوب الدول الفقيرة من الحصول على كميات كافية من اللقاح، ومنظمة الصحة العالمية تقف صامتة أمام هذا التغول غير الانساني ! ولعلكم تتذكرون كيف شنفوا آذاننا قبل ظهور اللقاح، وهم يرددون أنهم سيساعدون الدول الفقيرة و هي أولوية عندهم في التطعيم،وحين أنتجوه حولوا تقاسمه إلى ما يشبه سوقا سوداء فيما بينهم ! ويعتبر اللقاح أداة دبلوماسية، لا يتم تسليمه بسرعة إلا للدول المتقدمة أو القوية، إذ يميز البعد بين الشمال والجنوب بوضوح سياسة توزيع اللقاحات المضادة ل كوفيد 19، من قبل البلدان المنتجة، يتصرف الأخير في موقع قوة! تُظهر الخريطة التي أعدتها، CNN، أن العديد من البلدان قد تخلفت عن الركب، وجميع هذه الدول تقريبا من الجنوب، "القارة الأفريقية بأكملها، أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط، وسط وجنوب شرق آسيا". خريطة أعدتها CNN وأفاد المصدر ذاته، أن المغرب أبرم عقودا في وقت مبكر جدًا مع مختبري، " Sinopharm et AstraZeneca"اللذين أجازا لقاح في 30 دجنبر 2020، إلا أنه لم يتلق بعد جرعاته الأولى، حيث تم تأجيل التسليم الأول، المقرر في نهاية هذا الأسبوع، إلى أجل غير مسمى، هذا في الوقت الذي بدأت فيه جميع الدول المتقدمة، أو الناشئة لكنها قوية، في عملية التطعيم بعد تلقي جرعاتها الأولى. وأشار المصدر ذاته، أنه بصرف النظر عن المكانة القوية للبلدان المنتجة للقاحات والضغط من الدول المتقدمة أو القوية لتلقيها أولاً، لا يمكن تسليمها إلى بلدان ثالثة قبل بدء حملات التطعيم الوطنية. ويلاحظ أن شركة " Pfizer " قد أعلنت مؤخرا أنها لن تتكلف بعملية التوصيل إلى أوروبا بالسعر المتفق عليه خلال الأسابيع القليلة المقبلة على الأقل، ومن المرجح أن تحصل شركة " Johnson & Johnson" على إذن الاستخدام في حالات الطوارئ في فبراير، لكن لن يتم التسليم بشكل صحيح إلى غاية شهر مارس. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الهندية، طلبت ألمانيا أيضا من الهند لقاحها، مما زاد من قائمة الانتظار.