كان لافتا الدعوة المباشرة التي وجهها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، ناصر بوريطة، إلى دول الاتحاد الأوروبي، إذ طالبها خلال الاجتماع الدولي الذي عقد قبل أسابيع، حضره 40 بلدا وحدها فرنسا من أوروبا، بضرورة الانخراط في الدينامية الدولية التي تعرفها قضية الصحراالمغربية، منذ قرار اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بالسيادة المغربية على صحرائه. وانتقد رئيس الدبلوماسية المغربية ركون أوروبا في "منطقة الراحة" تجاه الملف، بدعوى أن مسلسل حلحلة القضية بيد منظمة الأممالمتحدة وتتابع تفاصيله من خلال مجلس الأمن الدولي الذي يشرف على الملف منذ سنوات. لكن هذا الحياد، الذي وصفه تقرير لمجلة "إنصايد أوفر" الإيطالية ب"السلبي" من جانب الدول الأوروبية لا يساهم في التوصل إلى حل للنزاع في الصحراء ولا يخدم الاستقرار والاندماج في هذه المنطقة الإقليمية التي تكتسي طبيعة استراتيجية، وفق المجلة التي استقرأت أن اتخاذ دول من أوروبا لنفس موقف أمريكا قد يسرع أكثر بحل لهذه القضية العالقة. وحسب المجلة المعروفة والمتخصصة في القضايا الدولية، فقد كان ينتظر من أوروبا، أو غالبية دولها على الأقل الانتهاء مع "الحياد السلبي إثر القرار الأمريكي من خلال الانخراط في التوجه الدولي الذي يدعم حاليا مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب قبل سنوات، وذلك تحت سيادته على المنطقة. واعتبر التقرير أن الاعتراف الأمريكي يعتبر "نقطة فاصلة" في مسار القضية، حيث لأول مرة تعترف الولاياتالمتحدةالأمريكية العضو القوي في مجلس الأمن الدولي بالسيادة الكاملة للمغرب على الصحراء وتقر بأهمية مقترح الحكم الذاتي الذي يعتبر المخرج الوحيد والممكن لحل عادل ودائم لهذا الصراع الذي دام لعقود. ويتوقع أن يتطور المسلسل الذي "سجل خلال السنوات الأخيرة"، وفق المصدر نفسه، وذلك بأن يشهد الملف "تسارعا جديدا"، في حالة ما "إذا اعترفت أوروبا بدوره بسيادة المغرب على أراضيه في الصحراء"، وفق ما أكده تقرير المجلة الإيطالية.