كشف الصحافي السابق بإذاعة طنجة، عبد اللطيف بن يحي، أن صوته كان يسبب له احراجا كبيرا في مرحلة الطفولة بسبب خشونته في تلك المرحلة، مضيفا أنه كان يرفض القراءة بصوت مرتفع خوفا من ردة فعل زملائه في القسم. وأشار عبد اللطيف بن يحي، في حوار مطول مع "فبراير.كوم"، إلى أنه تفاجأ في يوم من الأيام أثناء قراءته لنص باللغة الفرنسية من إنبهار أستاذه، حيث قال له هذا الأخير ستكون صحافيا إذاعيا في يوم من الأيام. وبعدما عبر له مجموعة من الأستاذة عن اعجابهم بخامته الصوتية، قال الصحافي عبد اللطيف، بن يحي، إنه بدأ في كتابة مقدمات لسهرات فنية ويسجلها كأنه في برنامج إذاعي مباشر، بحضور باقة من الفنانين المغاربة والعرب. وأضاف عبد اللطيف بن يحي، في حديثه مع "فبراير"، أنه بعد استماعه لكل ما يسجله بدأ شيئا فشيئا يقتنع أنه يمتلك صوتا فريدا من نوعه، رغم صغر سنه آنذاك. وفي السياق ذاته، حكى لنا بن يحي عن ذكريات طفولته بطنجة الدولية، قائلا: "كنا نقطن في حي القصبة بجوار بيت المرحوم عبد الله كنون وكيف كان موكب الخليفة السلطاني" التازي" بعربته المزركشة، متوجها لأداء صلاة الجمعة بجامع القصبة، واصطفاف جنود الجيش الدولي يمينا ويسارا لتنظيم هذا الطقس كل يوم جمعة. وفي خضم الحديث عن هذه الذكريات وجه بن يحيى نداء للمسؤولين يقول فيه،"أن ندائه يتعلق بإعطاء قيمة أجلى للدكتور عبد اللطيف بنجلون المناضل الاتحادي الصلب، الذي تحمل مسؤولية عامل على المدينة بعد عبد الله كنون، وكان أول من استقبل الدكتور طه حسين في زيارة تاريخية لطنجة، في ميناء المدينة وتوجها لبيت العامل بمنطقة جبل كبير، في ضيافة بهية للكاتب المصري". وقال بن يحيى بهذا الصدد، إنه "يتمنى أن تعود ذاكرتنا لهذا الرجل لأنه صار نسيا منسيا كأن لم يكن، في حين أنه قدم خدمات جلية للمدينة". وسرد بن يحيى ذكرياته حول الطقوس المنظمة بالزاوية الصديقية الدرقاوية التي كان جده من أمه أحد مؤسسيها، واسترجع اللحظات البهية والجماهير الغفيرة تتوجه لتقديم الهدايا لضريح سيدي بوعراقية، والتي كانت تتحول لمظاهرات تندد بالاستعمار، والمطالبة بعودة الملك الراحل محمد الخامس الذي كان بالمنفى آنذاك. وحكى المتحدث نفسه عن التعايش الجميل والرائع حسب وصفه بالمدينة القديمة، ما بين مختلف الاجناس المشكلة لساكنة طنجة من إنجليز وإسبان وبرتغاليين وبلجكيين ويهود، وتساءل الحاكي حول كون طنجة هي المدينة الوحيدة غير المتوفرة على "ملاح"، ما يعنى حسب بن يحيى أن العنصر اليهودي كان مندمجا بشكل عميق بالمدينة. تقرؤون أيضا: بن يحيى.. يوم ختاني وزيارة طه حسين إلى طنجة وحسرتي على الملاح عبد اللطيف بن يحيى: أذهلتني التغييرات التي وقعت على طنجة القديمة