قال الطيب حمضي الطبيب والباحث في سياسات النظم الصحية، إن المنظومة الصحية الحالية لا تواكب تطلعات واحتياجات المغاربة، وتحتاج إلى تغييرات جذرية. وأضاف حمضي خلال حلوله ضيفا على برنامج حواري في قناة ميدي 1 تيفي، أن المنظومة الصحية الحقة تنبني من خلال رؤية استراتيجية هيكلية، لا يمكن أن تتغير بتغير الحكومات أو الوزراء. حمضي في ضيافة ميدي ان تي في وأشار المتحدث في ذات السياق، إلى أن تغيير السياسات الصحية مع تغير المسؤولين الصحيين يساهم في عرقلة المسارات الاستراتيجية. ودعا حمضي إلى هيكلة صحية شاملة عبر ما سماه مجلسا أعلى للصحة، لمناقشة النموذج الصحي الأمثل الذي يتوافق عليه المغاربة خلال السنوات العشرين والثلاثين القادمة. وذكر بهذا الخصوص أن الورش الملكي القاضي بتعميم التغطية الصحية، وجب مواكبته بإعادة هيكلة المنظومة الصحية عبر تعزيز التمويل والموارد البشرية وكذا البنية التحتية. بدوره انتقد أستاذ الطب والمتخصص في اقتصاد الصحة جعفر هيكل من خلال البرنامج، السياسة المالية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية والتي لا تعتمد على 33 في المائة من الميزانية المخصصة لها. وأضاف هيكل أن الإشكالية الأخرى في الوزارة تتعلق بصلاحيات تمويل الحماية الاجتماعية والتي تتم عبر الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والصندوق المغربي للتأمين على المرض، تتحكم فيها وزارة المالية. من جهة أخرى، قال هيكل إن على وزارة الصحة إعطاء حرية أكبر لمديريات الصحة الجهوية، لبناء برامج صحية جهوية في إطار مقاربة تشاركية مع القطاع الخاص. واعتبر الخبير في اقتصاد الصحة أن الإشكالية الأساس في المغرب في هذا القطاع، لا تتمثل في دراسة وفهم وتقنين المنظومة الصحية، بل في التطبيق، مشيرا إلى أن النموذج التنموي والجديد ومؤسسات الدولة المختصة وكذا خبراء المجال، قاموا بدورهم في تحليل مشاكل القطاع.
