في وقت تزداد فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا ومتحوره الأكثر انتشارا "أوميكرون" في المغرب كما العالم، يعتبر شهر يناير من كل عام الشهر المنتظر للعديد من العاملات المغربيات في مزارع الفراولة الإسبانية. ويعول عاملون أغلبهم نساء مغربيات، على موسم حصاد الفراولة في المزارع الجنوبية الإسبانية، كمصدر رزق رئيس لهم ولعائلاتهن، هدد خلال السنتين الماضيتين بعراقيل شتى متعلقة بانتشار فيروس كورونا وإغلاق الحدود. ومع وقف المغرب الرحلات الجوية والبحرية منذ 29 نونبر الماضي بسبب انتشار متحور "أوميكرون" في العالم، تساءلت العاملات عن إمكانية سفرهن إلى شبه الجزيرة الأيبيرية هذا الموسم. وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة "الباييس"، بناء على مصادرها في وزارة الفلاحة الإسبانية، أن رحلات بحرية استثنائية من المقرر أن تسيّر ابتداءا من الأربعاء المقبل، إذ ستحمل أول باخرة 850 عاملة. وأضافت الصحيفة الإسبانية، أنه من المقرر أن تصل 3500 سيدة خلال هذا الشهر شرط أن يدلين بجواز تلقيح يظهر تلقيهن الجرعة الثانية على الأقل قبل 14 يوما من موعد رحلتهن. ومن المتوقع أن تصل نحو 12600 "عاملة فراولة"، ابتداء من الأربعاء حتى متم شهر مارس المقبل. وازدادت معاناة ما يسمين ب"عاملات الفراولة"، خلال الموسمين الماضيين جراء صعوبة السفر من وإلى المغرب بسبب تداعيات فيروس كورونا، فضلا عن ما كن يعانين منه في الحقول الإسبانية. وخلال السنوات الأخيرة، أظهرت تقارير إعلامية وجمعوية في المغرب وإسبانيا، اشتغال بعض العاملات في ظروف لاإنسانية وتعرضهن لسوء المعاملة فضلا عن الابتزار الجنسي. وكانت السلطات الإسبانية والمغربية على السواء، قد أعلنوا فتح تحقيقات في شبهة تعرض بعض العاملات للتحرش والابتزاز الجنسي من طرف مشغليهن، بيد أن التحقيقات لم تفضي إلى نتائج ملموسة، ما يبقي العاملات رهينات لسوء المعاملة والفيروس التاجي إضافة إلى المشاكل السياسية بين المغرب وإسبانيا.