انتهى يومه الخميس آخر أجل لوضع اللوائح المرشحة لانتخابات المجلس الوطني للصحافة سواء فئة الناشرين أو الصحافيين المهنيين، وإدا كان الأمر قد مر بيسر بالنسبة للفئة الأولى ، فإن لوائح الصحافيين خرج معظمها من عنق الزجاجة بعد أن تم تجميع أعضائها السبعة بشق الأنفس بل وباللجوء إلى تحالفات غريبة. وينتظر أن يتم الكشف غدا عن عدد لوائح الصحافيين المهنيين ، والتي لن تتعدى اثنتين أو ثلاث على أكثر تقدير، حسب ما أكدته لنا مصادر عليمة. اللائحة الأولى هي نتاج تحالف بين نقابة البقالي ومجاهد بتحالف مع نقابة موخاريق ، والثانية هي لائحة المدير السابق لوكالة “لاماب” بوزردة. فيما فشل صحافيون آخرون في مساعيهم لتشكيل لوائح تضم مختلف الفئات المهنية المطلوبة. الملاحظ أيضا أن اللوائح التي تم تم الكشف عنها تضم مدراء نشر وصحفيين متقاعدين، بل وأعضاء لجنة الإشراف على الانتخابات. ذلك قد يجعل أمر الطعن فيها ممكنا ، وبالخصوص لائحة نقابة مجاهد التي بدأت حملة سابقة لأوانها بإعلان الدعم لها في بلاغ نقابتين، وهو ما نبه إليه أحد الحقوقيين في تدوينة له على الفايسبوك. وتستاثر لائحة البقالي ومجاهد بالاهتمام، وهي التي اطلق عليها لائحة “حرية ، نزاهة، مهنية ” ، ويساندها الاتحاد المغربي للشغل بعد أن ضمن إدراج اسم حميد ساعدني صحافي القناة الثانية بها، وذلك بعد مفاوضات آخر ساعة قادها في البداية بسرية كاملة ودون علم غالبية أعضاء النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمن فيهم أعضاء المكتب التنفيدي باستثناء المحسوبين على حزب الاتحاد الاشتراكي الذي ينتمي إليه مجاهد. اسم حميد ساعدني كان مطروحا في آخر اجتماع للمكتب التنفيدي للنقابة، ولم يعارض أي عضو ضمه للائحة النقابة خاصة أنها قررت الانفتاح على صحافيين من خارج النقابة إلى جانب تكليف لجنة من الحكماء لاختيار المرشحين السبعة الذين يمثلون النقابة، لكن المتحكمين في هذه الأخيرة مارسوا التعتيم حتى على أعضاء المكتب التنفيدي ورفضوا الكشف عن عدد الملفات المتوصل بها وأسماء اصحابها فور انتهاء الأجل المحدد لوضع الترشيحات. مصادر متطابقة ل”كود”، أكدت أن مجاهد تكلف بالاتصالات السرية إلى جانب احدى عضوات المكتب التنفيدي من حزبه لإخراج لائحة على المقاس، ولم يقم بالإجراءات القانونية لضمان التنافس الشريف بين المترشحين، وذلك بتكليف عون قضائي بتوثيق الملفات المتوصل بها وإنجاز محضر بذلك قبل تسليمها إلى لجنة الحكماء التي تقرر أن تفرز الملفات وتختار مرشحي النقابة. الأكثر من ذلك فإن قيادة النقابة لم تمكن غالبية أعضاء المكتب التنفيدي من الاطلاع على تلك المعطيات الضرورية. ولحد الآن يجهل دور الحكماء المعلن عنهم في العملية ودورهم الحقيقي في ظل عدم نشر أي بلاغ بتوقيع أعضائها. كانت مفاجأة الجميع حين نشر البلاغ الأخير بين نقابة مجاهد وموخاريق حول الاجتماع الذي دار بينهما يوم الثلاثاء 15 ماي الجاري. المسكوت عنه في هذا الاتفاق هو اعتذار مجاهد لقيادة نقابة الصحافيين الموالية لموخاريق عن الصراعات التي كانت تحتدم بينهما في الماضي. وحسب مصادر متطابقة فإن مجاهد قدم ما يشبه النقد الذاتي. لكن مصادر أخرى أكدت أن مجاهد الذي فشل في الحصول على منصب في حكومة العثماني ، سعى بكل جهده لضمان مقعد في المجلس الوطني للصحافة. ولذلك فإنه قدم تنازلات لنقابة موخاريق على حساب النقابة التي يتحكم فيها لعقود من الزمن . وأكدت المصادر ذاتها ل”كود” ان مجاهد إلى جانب منح نقابة موخاريق مقعدا ضمن لائحة نقابة في شخص الصحافي حميد ساعدني، فإنه وعدهم أيضا أن يكون العضو الشرفي الذي سيتم اقتراحه من بين رفاق الوافي محمد وعبد الرحيم تفنوت، وسيتم اختيار أحد الاسمين الأخيرين ليضمن مقعدا في المجلس بطريقة مباشرة. مجاهد الذي تحكم في كل أطوار إعداد لائحة نقابة الصحافيين ، حسب المصدر ذاته، لم يكن همه سوى ضمان ولوجه شخصيا إلى المجلس الوطني للصحافة، ولجأ إلى كل الوسائل لتحقيق هدفه رغم أنه الآن متقاعد رسمي من جريدة الاتحاد الاشتراكي منذ ثلاث سنوات، بل وصفى كل حساباته المالية مع النقابة بعد أن حصل على ما سماه “التعويضات والمصاريف ” التي كانت لسنوات في ذمة النقابة. مصادر “كود” أكدت أن تلك المبالغ المتحصل عليها هي بالملايين لم يطلع عليها لا المكتب التنفيدي ولا المجلس الوطني، بل اكتفى بأخبارهم بذلك. و يضيف مصدرنا أن مجاهد والبقالي كانا على علم أن أحداث المجلس الوطني للصحافة يعني اتوماتيكيا نهاية النقابة الوطنية للصحافة لانها ستصبح بدون جدوى وجل أدوار النقابة الحالية سيقوم بها المجلس المنتظر. وعلمت “كود” انه منذ أشهر يحاول البقالي ومجاهد بيع عقار في حي الليمون عبارة عن فيلا تحتضن مركزا للأبحاث وظل مغلقا لسنوات. دابا تكلف شي سمسار في سرية تامة يؤكد عضو قيادي في النقابة ل”كود”. اي انه ما خبرش المكتب فهاد الشخص. ما كيشككوش فالذمة المالية بل فالطريقة. هاد الشي خاصو الشفافية والمكتب اللي يقرر والرئيس خاصو يخبر بكلشي. ياك شعار لائحتهم فيه كلمة “نزاهة” وخاص يطبقوها فالمكتب يضيف المصدر نفسه دابا واش غادي يستاقل البقالي بعد ترشحه لهاد المنصب؟
