إلى أين نمضي..؟ مباشرة إلى الحائط و الحفرة و الحافة العميقة.. إلى أين نمشي و متى تنتهي هذه المصيبة السقطة.. بعد أربعين سنة من العمل الدؤوب لخونجة البلاد. ها نحن قد وصلنا إلى القاع إلى النكبة الكبرى .. فيلق من الدهماء المجرمين المكبوتين الجهلة الشماكريا يقطعون الطريق للسهر على خبايا مرافقة رجل لإمرأة خلال رمضان في بلد قداسة الأديان و الأمان كما جاء في ملحمة هوميروس.. في رمضان يخرجون لتطبيق شريعة داعش وينهالون بالضرب على مشرد جائع فقد عقله يأكل في صندوق قمامة في البطحاء بمدينة فاس.. غيرة الدهماء الرعاع السوقة الشماكريا لا تتحرك حينما يجدون طفلا محطما حافي القدمين يشم سيلسيون و يقضي الليل في الرصيف تحت الصقيع.. لا تتحرك من أجل الكرامة و مواجهة اللصوص.. لا تتحرك حينما يبيعون أصواتهم مقابل ورقة زرقاء في الانتخابات.. لا تتحرك حينما يعتقل و يحاكم بعقوبات قاسية شباب خرج سلميا في الريف يتظاهر.. لا تتحرك الدهماء ضد مافيات الصحة و التعليم.. لكن رمضان و خلوة رجل مع إمرأة ؟..إنه الليبيدو ينقشع تحت قبعة الدين.. هو شهر يستبد فيه الرعاع.. في غياب من يفتح الباب والنوافذ قبل أن نختنق جميعا و تخرج أرواحنا. تحرك الفايسبوك أكبر وأقوى حزب في البلد وصرخ: اللهم هذا منكر.. أوقفوا الجريمة قبل أن نغرق في الغائط جميعا.. و يا للأسف و يا للمصيبة العظمى و يا للعار و المأساة و الحقارة نجد من يشيد بالعملية الجهادية المشمكرة و ضرب فتاة لأنها ترافق رجلا..و تكسير عظام ذكر لأنه يمشي مع أنثى.؟ و يا أمة أبكت بجهلها الأمم.. الاشادة بهذا العمل “البطولي” الذي يمتح من قلوب عصافير تراثنا السلمي الإنساني جاءت من رجل تعليم .. شخص تقرأ ما يكتب في تدويناته فتأتيك رغبة في أن تطج.. التنويه و الإشادة بهجوم المحبة و السلام جعله يفتي بأن الضرب بالعصا و الركل لا يشفي غليل الهمج المكبوتين.. و عملا بالشريعة و السنن سيكون من المفيد الواجب رجمه بالحجارة سيرا على السلف الصالح.. ألا يقول السلفيون دون حياء أو خجل و دون عودة لأصل القصة: سبق السيف العدل؟؟؟ زعما طحن مو..و لو كنت على باطل ولست على حق.. جيل ضباع حقيقي هذا و ليس مجرد كلام.. تقول لكم العصابة التي هاجمت بالعصي و الضرب فتاة ترافق شخصا في سيارة نواحي أسفي بالملموس و السب و القذف و التنكيل و الرعب و الدم و الجريمة .. تقول : نوضو جمعو قلوعكم.. البلد تخونج و تشمكر بما يكفي و لخماج بدأ يطفو على السطح منذ مدة في الحياة العامة و أفكار داعش أصبحت تطل علينا بفظاعاتها و أوساخها و جهلها و قذارتها كل صباح و مساء.. محاكم التفتيش تنشط أكثر في رمضان ..و الفصل 222 يفرش لها الطريق و يحميها. لقد وصلنا الى المسقي. لقد دخلنا نفق الظلام بما يكفي و لم نعد نرى ما وراءنا و لا أمامنا. إلى أين المفر.؟ إلى أين الهربة أين ؟؟ و لا نملك بلدا نأوي إليه غير هذا الوطن..